«المسؤولــون عـن الرياضــة خانـوا الأمانـة”
منح البطل الأولمبي توفيق مخلوفي الجزائر ثاني ميدالية أولمبية فضية لها بعد فوزه في سباق 1500م الذي جرى في ساعة مبكرة من صباح أمس ليفي بالعهد الذي قطعه على نفسه وهو تشريف الراية الوطنية.
وحل مخلوفي ثانيا في جدول الترتيب بتوقيت قدره 3د و50ثا و11ج خلف العدّاء الأمريكي ماتيو سونتروفيتش الذي حصد الذهب بتوقيت قدره 3د و50ثا و00ج وحلّ العدّاء نيكولاس ويليس من زيلاندا الجديدة ثالثا ونال البرونزية بتوقيت قدره 3د و50ثا و24ج .
وانتقد توفيق مخلوفي بشدة القائمين على الرياضة في الجزائر متهما إياهم بـ«خيانة” الأمانة مشيرا أن الدولة منحت كل الإمكانيات لهؤلاء المسؤولين لوضع الرياضيين في أحسن الظروف.
عقب نهاية سباق 1500 متر، الذي تحصل على اثره على الميدالية الذهبية انتقد البطل الأولمبي المسؤولين عن الرياضة الجزائرية مؤكدا أنه يهدي الميداليتين لكل الشعب الجزائر عدا هؤلاء المسؤولين.
ووجه الجزائري توفيق مخلوفي الفائز بفضيتي سباقي 800 متر و1500 متر بأولمبياد ريو دي جانيرو اتهامات خطيرة إلى مسؤولي الرياضة في الجزائر وحملهم ضمنيا مسؤولية خسارة اللقب الذي فاز به في أولمبياد لندن قبل أربع سنوات قائلا “لم أحضر في ظروف جيدة لاولمبياد ريو بسبب عدم الجدية من طرف المسؤولين في التعامل معي كبطل اولمبي وهو ما كلفني خسارة اللقب “ .
واتهم مخلوفي القائمين على الرياضة في الجزائر دون أن يحددهم بدقة، بالتلاعب بالأموال الكبيرة التي وضعتها الحكومة تحت تصرف الرياضيين .
وأهدى مخلوفي، الذي بدأ في قمة الغضب، الميداليتين اللتين أحرزهما في ريو إلى الشعب الجزائري، مستثنيا مسؤولي الرياضة الذين تسببوا في وضع العراقيل أمام الرياضيين بدلا من مساعدتهم مثلما تقتضي منهم المسؤولية ذلك حيث قال “أهدي الميداليتين الى الشعب الجزائري أما المسؤولون عن الرياضة فلقد خانوا الأمانة “.
وأكد مخلوفي تصريحات زملاء له في الوفد الرياضي المشارك في أولمبياد ريو دي جانيرو الذين تحدثوا عن تقصير واضح من قبل المسؤولين في توفير ظروف تحضير مناسبة تليق بمنافسة بحجم الألعاب الأولمبية .
من جهة أخرى أوضح مخلوفي أنه كان بوسعه الحفاظ على لقب سباق 1500 متر لأن السباق لم يكن سريعا مبديا أسفه لخروج الكيني كيبروب والمغربي عبد العاطي إيكيدير خاليي الوفاض .
أفضل رياضي جزائري في تاريخ الأولمبياد
يشار إلى أن مخلوفي بات أول جزائري يفوز بميداليتين أولمبيتين في دورة واحدة رغم أنه فشل في تكرار إنجاز البريطاني سيبستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي فاز بذهبيتي سباق 1500 متر في دورتي موسكو 1980 ولوس أنجلوس 1984.
وحصد إبن سوق أهراس (28 سنة) امتياز أفضل رياضي في تاريخ مشاركات الجزائر في الأولمبياد حيث يجمع في رصيده 3 ميداليات ويليه في المركز الثاني الملاكم حسين سلطاني (رحمه الله) الذي افتك برونزية فئة 57 كلغ في طبعة برشلونة 1992 وذهبية استحقاق اطلنطا 1996 لدى وزن 60 كلغ.
وإذا كان إنجاز مخلوفي جديرا بالتثمين فإن الفضيتين ينبغي أن لا تُغطيا مهازل الرياضة الجزائرية في أولمبياد ريو 2016 كما يجب على مسؤولي الوفد الرياضي الجزائري في هذا المحفل عدم الإختفاء وراء ميداليتَيْ هذا العدّاء الفذ .
ولم يتحجج مخلوفي بنقص الامكانيات قبل وأثناء التواجد في ريو حيث عمل بجد وتفان من أجل التتويج بالميداليات وضمان تواجد الراية الوطنية مع نظيراتها من خلال الفوز وهو ما تحقق له .