طباعة هذه الصفحة

لوحات من سيرة البطل الشهيد زيغود يوسف: “الحداد الثائر” لمؤلفه تليلاني

مسيرة بأسلوب مبسط ورسومات معبرة للتعريف بتضحيات أسلافنا

تقديم: سهام بوعموشة

صدر عن دار الكتاب العربي لمديرية الثقافة لولاية سكيكدة في ماي 2015 كتاب لوحات من سيرة البطل الشهيد زيغود يوسف: الحداد الثائر للكاتب أحسن تليلاني في طبعته الثالثة، حيث حملت هذه الطبعة بعض التنقيحات والإضافات استجابة للملاحظات التي قدمت حول الطبعتين السابقتين، واعتمد فيها المؤلف على مجموعة من المصادر والمراجع الموضوعية الصحيحة الموثقة من بينها شهادات حية سمعها من أسرة الشهيد ورفاقه في الكفاح منهم زوجة الشهيد وابنته شامة، وكل من المجاهدين عمار بن عودة، الطيب الثعالبي، إبراهيم شيبوط، صالح مرسي، بوقرة فردي، ارحايل بوشريط، بوخميس موسى وغيرهم.
بالإضافة إلى مذكرات علي كافي وموسى تواتي ورابح عواد، وفي هذا الصدد نوه رابح عواد أمين منظمة المجاهدين لولاية سكيكدة مبادرة المؤلف في إصدار كتاب تروي مسيرة الشهيد البطل، وترمي لزرع الروح الوطنية في النشء، حتى يتربى على القيم والمبادئ التي استشهد من أجلها رجال الأمس أمثال زيغود يوسف ورفقاؤه الأبرار، قال عواد.
وأوضح في هذا الإطار، أن الكتاب يروي بأسلوب مبسط ورسومات معبرة وهو موجه أساسا إلى الطفل الجزائري رجل الغد ليتعرف على أسلافه وما قدموه من تضحيات جسام في سبيل الوطن، قائلا:« كانت مراحل حياة الشهيد البطل كلها عبر وأمثلة يجب أن يقتدى بها أبناؤنا في حياتهم المستقبلية متشبعين بالروح الوطنية ومن تربى على حب الوطن فلا خوف عليه”. داعيا الباحثين لبذل المجهودات في تبليغ رسالة الشهيد التي تركها لنا أسلافنا البررة.
من جهته، تطرق المؤلف تليلاني إلى مولد الشهيد ودراسته والوعي السياسي المبكر له وانخراطه في الكفاح المسلح وإشرافه على المنظمة الخاصة بكوندي السمندو، وتحضيره للثورة ودوره في تفجيرها، كما تناول اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 ومشاركة زيغود في عملياتها، وكذا توليه قيادة منطقة الشمال القسنطيني وقيادته لهجومات 20 أوت 1955، ومشاركته في مؤتمر الصومام ثم استشهاده.
الشهيد فنان مبدع في تخطيطاته عاشق للحرية
ووصف تليلاني الشهيد بأنه، يمثل أكثر من رمز ودلالة فهو مجاهد خفيف الحركة، متمرد شجاع باسل وذكي، وفنان مبدع في تخطيطاته يتقن حرب العصابات، رجل لا يهاب الموت، وخلص الكاتب للقول أن سيرة الشهيد تكشف عن مجموعة من القيم والعبر التي يمكن استخلاصها من حياة زيغود وكفاحه المرير في مقاومة الاستعمار الفرنسي، من ذلك قوة شخصيته وشدة بأسه ورفضه الاستسلام فهو يعشق الحرية .
وأضاف أن امتهانه للحدادة والنجارة دليل على إرادته الصلبة وتحديه لقسوة ظروفه، كما أن قدرته على انتزاع احترام الناس وتقديرهم له دليل على أخلاقه العالية وقدرته على نسج علاقات واسعة مع الناس والمحيط من حوله، وله قدرة على صناعة القنابل التقليدية وتفكيك القنابل التي زرعها الاستعمار في طريق المجاهدين، مشيرا إلى أنه بفضل ذكاء زيغود وقدرته على التخطيط والتنظيم فإن التاريخية الثانية التي كان يشرف عليها ضربت أروع الأمثلة في البطولة والفداء واشتهرت بكلمتين معبرتين عن منهج الشهيد في القيادة والعمل وهما “النظام” و«السلسلة”.