كشف عبد الوهاب نوري وزير تهيئة الإقليم والسياحة والصناعة التقليدية، أول أمس، عن إيفاد فرق تحقيق إلى 14 ولاية ساحلية بالبلاد، لإجراء عملية جرد بما تزخر به هده الولايات من مقومات سياحية، لمعاينة عن قرب وضعية مناطق التوسع السياحي التي حولت غالبيتها عن وجهتها الأصلية، والعملية ستسمح بوضع استرتيجية سياحية مستقبلية واضحة المعالم» .
شدد نوري، خلال زيارته إلى ولاية جيجل، على ضرورة الحفاظ على العقار السياحي ومحاربة جميع البنايات الفوضوية التي شيدت في أماكن سياحية قائلا» لنأخذ مثال ولاية جيجل رسميا لها أكثر من 19 منطقة توسع سياحي، وعندما نتفقد هذه المناطق لا نجد إلا القليل، تصل العشر مناطق فقط مؤهلة، والبقية تم الاعتداء عليها، وبنيت بطريقة فوضوية، وأصبحت مناطق لا علاقة لها بالقطاع السياحي، وهذا ما أردنا من خلاله تطهير القطاع من كل تلك التجاوزات»، مؤكدا «على تصميم الوصاية لتطهير هذا الملف حالة بحالة، مذكرا الأهمية التي توليها الدولة لتنمية وترقية السياحة كونها عامل للتنمية الاقتصادية».
ولعجز ولاية جيجل في مجال الاستقبال، والنقص الكبير في الهياكل الفندقية القادرة على استيعاب المد الكبير من السياح والمصطافين خلال الموسم الصيفي، دعا وزير السياحة المستثمرين الخواص إلى المبادرة والمساهمة في تطوير القطاع، كما ألح على ضرورة بناء المناطق السياحية على غرار التي تقع بالعوانة بما يتماشى والمعايير الدولية في هذا المجال».
وأردف قائلا إن دائرته الوزارية» مستعدة للمرافقة وتقديم يد المساعدة، والتدخل من أجل ذلك مع المصالح الأخرى، لتطوير القطاع وترقيته، وبالمقابل توعد بأن الدولة لن تساعد إلاّ الأشخاص المنضبطين الذين يستحقون الدعم فعليا»، وأوضح الوزير «بأن تحقيق هذا الهدف المنشود لا يمكن تجسيده إلا مع أشخاص منضبطين في بلد يتوفر على قدرات وعوامل من شأنها إعطاء بعد ومتنفس قوي لدعم السياحة مستنكرا في نفس الوقت كل عمل ترقيعي وإتلاف العقار»، معبرا عن نية وزارته بجعل ولاية جيجل مقصدا سياحيا بامتياز بالنظر إلى قدرات والإمكانيات التي تتوفر بها في هدا المجال»، مؤكدا «أن الحكومة عازمة على تطوير القطاع السياحي لتجاوز الضائقة المالية التي تعاني منها بعد تراجع أسعار النفط في الأسواق الدولية «، و في هذا الإطار ثمن الوزير جهود المستثمر القائم على إنجاز نزل بـ111 غرفة بمنطقة الربطة بمدخل عاصمة الولاية، ويتكون هذا المشروع الذي تطلب استثمارا خاصا بـ 70 بالمائة و30 بالمائة كقرض بنكي من جناحين وقاعة للمحاضرات و3 مطاعم بطاقة 600 وجبة.
وعلى مقربة من هذا الفندق زار الوفد منتزه الإخوة عسوس الذي يخضع حاليا لأشغال تهيئة لشطره الأول على مساحة 600 متر مربع من طرف مؤسسة عمومية مختصة، و سيتدعم هذا الفضاء الذي يلقى إقبالا كبيرا من طرف المصطافين بانطلاق أشغال الشطر الثاني ليكون إضافة لقطاع السياحة محليا.
الوفد الوزاري لدى وصوله إلى الولاية، قام بزيارة الكهوف العجيبة بزيامة منصورية غرب عاصمة الولاية، على الطريق الوطني رقم 43 بين جيجل وبجاية التي تعد مقصدا لآلاف الزوار والمصطافين، حيث يشكلون طوابير عند مدخل هذه المغارة لاكتشافها، و بالعوانة تلقى الوزير شروحا حول ميناء الصيد والترفيه الذي لم يبق منه ليدخل حيز الخدمة إلا بعض الرتوشات، كما تم في نفس الموقع تقديم عروض حول مخطط التهيئة السياحية ومشاريع ضمن إطار تنمية القطاع.
الوزير تفقد ميناء الصيد والترفيه لبوديس، حيث اطلع على معرض المنتوجات الخاصة بالحرفيين و جناح مديرية الثقافة الخاص بسهرات صيفيات جيجل، ليعرج إلى شاطئ كتامة حيث التقى بأطفال المخيمات القادمين من الجنوب ، ليحط الرحال بالمربع المخصص بالدورة الوطنية لكرة الطائرة الشاطئية، حيث تم تكريمه برفقة والي الولاية و رئيس المجلس الشعبي الولائي من طرف الرابطة الولائية لكرة الطائرة بمساهمة مديرية الشباب والرياضة .