عبّرت البطلة الإفريقية والعالمية السابقة في الوثب الثلاثي باية رحّولي في حوار لـ “الشعب” عن تفاؤلها الكبير من تمكن الرياضيين الجزائريين في اختصاص ألعاب القوى من تحقيق ميدالية ذهبية على الأقل في أولمبياد ريودي جانيرو، كما أكدت أن عامل الإرادة له دور كبير في تخطي الحواجز، رغم صعوبة المأمورية بالنظر إلى المستوى العالي الذي تشهده هذه التظاهرة الكبيرة، لأن الدول الأخرى تحضر بصفة أفضل وبطريقة منتظمة بالمقارنة مع العناصر الوطنية.
“الشعب”: كيف ترين حظوظ الجزائر في اختصاص ألعاب القوى خلال الأولمبياد؟
“ رحولي”: ألعاب القوى دائما تشرف الجزائر، خلال الألعاب الأولمبية، لأننا نملك رياضيين بإمكانهم الصعود لمنصة التتويج وأنا شخصيا أعلق آمال كبيرة على توفيق مخلوفي من أجل تكرار الإنجاز في سباق الـ 1500 متر للمرة الثانية على التوالي، بعدما فعلها بلندن وأفرح كل الجزائريين، لأنه يملك الإمكانيات التي تسمح له بالحفاظ على مركزه الأولمبي. نفس الأمر بالنسبة لزميله العربي بورعدة. الذي نأمل أن يكون في المراكز الأولى حتى يفوز بإحدى الميداليات الثلاث، لأنه مهما كان معدن الميدالية الأولمبية تبقى ثمينة و سيكتبها التاريخ.
إذًا أنت تعوّلين على الثنائي مخلوفي وبورعدة فقط؟
صحيح أعوّل كثيرا على هذا الثنائي حتى يمنحان الجزائر ميداليتين أولمبيتين لأن مخلوفي يعرف جيدا طابع المنافسة وسبق له أن عاشها في لندن، أما بورعدة سيدخل من دون ضغط وهذه نقطة مهمة تساعده على الدخول بقوة والفوز بالفضية على الأقل بعدما احتل المركز الـ 5 عالميا في الفترة الأخيرة، خاصة أننا نعرف جيدا المستوى الذي يميز الألعاب الأولمبية الحالية.
كيف تقيّمين ألعاب القوى الجزائرية في الفترة الحالية؟
مستوى ألعاب القوى الجزائرية تراجع كثيرا بالمقارنة مع السنوات الماضية بسبب نقص الإمكانيات حيث نجد ضغطا كبيرا على ملعب 5 جويلية، إضافة إلى عدم وجود مضمار آخر يسمح للرياضيين بالتدرب براحة وفي أوقات منتظمة، كما نسجل غياب مراكز إعادة التأهيل ومراكز خاصة بالطب الرياضي، وكل هذه الأمور تجعل المستوى العام يتراجع، إضافة إلى نقص التربصات خارج الوطن.
وضّحي لنا الفكرة أكثر..
. في السابق مستوى ألعاب القوى كان أفضل رغم نقص الإمكانيات، وذلك راجع للتسهيلات التي كانت تقدم للرياضيين من أجل إقامة تربصات خارج الوطن لتعويض النقص الموجود، بدليل أننا حققنا عدة ميداليات أولمبية أما في السنوات الأخيرة سجلنا تراجعا كبيرا، إضافة إلى أن المسؤولين في كل مرة يتحدثون عن التحضير للطبعة التي ستليها، وهذا ما يعني أن المستوى لم يعد مثل السابق باستثناء فريق كرة القدم الذي صنع الانجاز من خلال التأهل للألعاب، بعد غياب دام 36 سنة كاملة، وهذا ما جعل عامل الخبرة يلعب دورا كبيرا وأتمنى أن تتغير الأمور للأحسن لتحقيق ميداليات في المستقبل.
ماذا تقولين للرياضيين المشاركين في الألعاب الأولمبية؟
أتمنى لكل الرياضيين في كل الاختصاصات التوفيق في الألعاب الأولمبية التي تتواصل فعالياتها بريو دي جانيرو، لأنهم رغم المعاناة من نقص التحضير، إلا أنهم يقدمون كل ما لديهم من أجل تشريف الألوان الوطنية، وهذا شيء رائع، لأن المأمورية ليست سهلة في الأولمبياد، لأن المستوى عالٍ جدا ويتطلب تحضيرا كبيرا، وإضافة إلى عامل الحظ الذي في غالب الأحيان يلعب دورا كبيرا في التتويج، لأنني شاركت في هذا الحدث وأعرف جيدا طابع المنافسة، وهي ليست سهلة أبدا، لأنه بالعمل الجاد فقط نستطيع الوصول إلى المستوى العالي، بحول الله في المستقبل من خلال توفير الظروف المناسبة.