تشهد ولاية قسنطينة رغم المقومات السياحية والترفيهية التي تتمتع بها، نقصا فادحا في الفضاءات الترفيهية التي تكون متنفسا مريحا للمواطن القسنطيني الباحث عن فسحة للراحة والهروب من ضجيج المدينة، هذه الوضعية التي طالما تحدثت عنها وسائل الإعلام وحتى السلطات المعنية تزال على حالها رغم عديد المحاولات لخلق مناطق ترفيهية آمنة لمتعطشي هذه الأمكنة التي غابت عن مدينة قسنطينة في ظل الورشات المفتوحة ومشاريع التنمية المحلية التي تعرفها الولاية منذ فترة من الزمن، فبدءا من المناطق الترفيهية المتوفرة بالولاية والتي على رأسها المركب السياحي جبل الوحش الذي لا يزال مغلقا في وجه قاصديه ذلك رغم عمليات إعادة التهيئة التي لم تأت وفق طموحات المواطنين رغم ما يتمتع به من إمكانيات طبيعية إلا أنه وبعد كل عملية تهيئة تنتهي بغياب جهة مسيرة تتكفل بحماية هذا المرفق السياحي الكبير، ذات الوضعية تعرفها حديقة التسلية الواقعة بمنطقة «المريج» التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل المواطنين على مدار السنة خاصة وأنه يعتبر المرفق الملائم للاستجمام والراحة بولاية تفتقر نهائيا لمثل هذه الأماكن التي تعد المتنفس الوحيد للأفراد رغم غياب جهة محددة مكلفة بتسييره بشكل قانوني.
الحديقة المهيأة «المريج» التي تتربع على مساحة إجمالية قدرها 32 هكتارا، شهدت خلال الفترة الممتدة مابين نوفمبر إلى جوان من السنة الجارية انطلاق عمليات تهيئة واسعة تحت وصاية محافظة الغابات للولاية والتي أوكلت الأشغال لشركة جهوية للهندسة الريفية بغلاف مالي قدره 17 مليار، وحسب محافظة الغابات فإن الحديقة حاليا قد تم تجهيزها وإعادة تهيئتها كليا كما إن الأشغال بلغت نسبة 100%.
هذا المرفق الترفيهي يعتبر جاهزا لاستقبال رواده وتأدية دوره الترفيهي بعد أن تم توفر كافة التجهيزات الحالية المتواجدة على مستواه والمتمثلة أساسا في بحيرتان جديدتان وشلال اصطناعي يعمل بمبدأ الضخ إضافة إلى البحيرة القديمة ونافورتان، كما تم إنجاز حظيرة للسيارات تتسع إلى 12 إلف سيارة تعمل على مدار اليوم، كما تم تجهيز الحديقة بثلاث ملاعب ذات أرضيات مزدوجة وملعب كبير لكرة القدم لكنه لا يزال في طور الإنجاز، هذا فضلا عن شق مسار صحي مخصص لممارسة المشي والجري بطول يبلغ 03 كلم ومسالك غابية طولها الإجمالي 3.5 كلم.
أما بخصوص مرافق الأطفال فقد استفادت الحديقة ضمن مشروع إعادة تهيئتها من 15 مركبا للعب الأطفال، ناهيك عن إنشاء مرحاضين عموميين وعدد من محلات الخدمات على غرار كشكين، كافيتيريا، مطعم، وهيكل للإدارة والإسعاف، حيث اعتمدت الشركة المقاولة خلال الإنجاز على مواد الطبيعية محضة من خشب استخدم في إنشاء معابر تربط حواف البحيرات والمرافق، إضافة إلى الاستخدام الواسع للحجارة سواء في بناء الشلال الاصطناعي أو تزيين حواف البحيرات وذلك حفاظا على طبيعة المكان باعتباره محمية طبيعية، وتجنب استخدام الإسمنت بشكل كبير.
إلا أنه وبالرغم من أن حديقة التسلية والترفيه بالمريج تتوفر حاليا على تجهيزات عالية ومرافق متكاملة بما يمكنها من استقطاب المواطنين وتقديم خدمات على أعلى مستوى غير أن هذه الأخيرة لا تزال تفتقر لجهة مسيرة لها تكون ساهرة على تنظيم مختلف المرافق وذلك لعدم وجود قوانين صريحة مما سيكون إمكانية إهماله مجددا وتخريب مختلف هذه التجهيزات لعدم وجود جهة تقف على حمايتها على الرغم من تجنيد محافظة الغابات لأعوان يسهرون على توفير الأمن من جهة وحماية التجهيزات من جهة أخرى ويبلغ عددهم 09 أعوان وذلك في انتظار تجسيد مقترح إنشاء مركز للدرك بالحديقة.