تحوز ولاية غليزان على قدرات هائلة في إنتاج الحليب بسبب المؤهلات التي تمتلكها من رؤوس الأبقار، التي يزيد عددها إلى أكثر من 31 ألف رأس بقر، وهو ما أصبح يعطي معدلات جيّدة في انتاج الحليب، غير أنّ استغلاله في انتاج الحليب المبستر هو المشكل الذي تحاول الجهات المسؤولة حلّه، خاصة في ظلّ تسجيل حالات تهريب الحليب إلى خارج الولاية، قصد البحث عن قيمة إضافية لا توفر داخل الولاية.
ويعود مشكل اضطراب مادة “الحليب” بولاية غليزان، إلى أسباب واقعية، أهمها توجيه الحليب المنتج محليا إلى ملبات متخصصة في صناعة مشتقاته خارج الولاية، الأمر الذي أثّر على إنتاح الحليب المبستر. ويتسبب في أزمة ندرة أو ضعف في التوزيع.
وتفيد المعطيات التي تحصلت عليها الجريدة بأنّ مربين وتجار هذه المادة وراء هذا المشكل، حيث يتم تهريب كمية كبيرة منه إلى الملبنات خارج الولاية، في خطة لتوفير أكثر الأرباح.
وكشفت مديرية المصالح الفلاحية بولاية غليزان أنّ إنتاج مادة “الحليب” يبلغ سنويا أرقاما جيّدة، تصل إلى 72 مليون لتر، غير أنّ ما يتم توجيه إلى الملبنات الثلاثة لا يتجاوز 10 ملايين لتر، الأمر الذي خلّف مشكلة في إنتاج المبستر، حيث ولاية غليزان لا تتوفر إلا على ملبنتين، والموجودة في كل من سيدي سعادة وبلدية القطار.
وخلق هذا الفارق بين هو منتج من الحليب، والموجه لصناعة الحليب المبستر، والحليب الذي يتم تهريبه خارج الولاية صناعة مشتقات الحليب على غرار الجبن واليايورت، الأمر الذي يصنف ولاية غليزان من الولايات التي تعيش الندرة في بعض الأحيان.
ودعت مديرية المصالح الفلاحية لغليزان إلى ضرورة توجيه كميات كبيرة من حليب الأبقار المنتج محليا إلى الملبنات المحلية لتوفير الحليب المبستر للمستهلك وبأسعار معقولة.
وأرجع مدير القطاع الوفرة الكبيرة لحليب الأبقار بغليزان إلى أسباب منطقية أهمها الثورة الحيوانية التي تزخر بها الولاية، التي تحصي أكثر من 31 ألف رأس بقر، منها 25 ألف رأس من البقر الحليب إلى جانب خصبة الأراضي والجهود المبذولة من خلال إنشاء برناج خاص لتطوير شعبة الحليب.
دفع مستحقات المربين قريبا
ستشرع قريبا مصالح مديرية الفلاحة في دفع مستحقات مربي شعبة الحليب والذين يفوق عددهم 500 مربي بولاية غليزان وهذا بعد الاجراء الجديد اللامركزي الذي أقرته الحكومة، حيث تمّ إنشاء فرقة متخصصة مدعمة بشتى المعلومات حول المربين تقوم بتطهير الملفات ودراسة الملفات حسب المعايير المحددة من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري.
وأفاد مدير المصالح الفلاحية عبد القادر كتو بأنّه خلال 9 أشهر الفارطة وإلى غاية 30 جوان تمّ إنتاج 64 مليون لتر من الحليب منها 50 مليون لتر من حليب الأبقار والباقي من حليب الماعز والأغنام، حيث يوجه هذه الحليب من طرف مجمعين إلى ملبنة وسيدي سعادة للبسترة والمراقبة، مشيرا في ذات السياق أن التأخير الحاصل منذ 4 اشهر فيما يتعلق بصب علاوات الملبنات والمربين تمّ احتوائه فضلا على البدء في دعم الاعلاف المركزة بـ 1500دج للقنطار الواد والذي يستفيد منه فقط مربي الأبقار الحلوب نظرا للإنتاج الهائل من الحليب بالولاية، وهو ما استدعى اعتماد 18 مشروعا يخص انجاز ملبنات جديدة و19 مطحنة، وهذا لتوفير حاجيات المربين ودعم هذه الشعبة الاستراتيجية محليا ووطنيا.