طباعة هذه الصفحة

لك من فلسطين ألف تحية

فهمي كنعان / فلسطين

رحلت أمال وبقي الأمل .. رحلت أمال التي كانت قلبا وقالبا مع فلسطين، كانت من الذين ناصروا قضيتنا ووقفوا إلى جانب معاناتنا، بعثت الأمل في قلوبنا بأن النصر مع الصبر وأن النصر على الصهاينة قادم لا محالة، رحلت أمال وهي تحمل هم فلسطين وتحمل هم المستضعفين لتنقل البشارة إلى السماء إلى هناك عند النبيين والصديقين والشهداء والصالحين لتقول لهم بأن هناك في أرض فلسطين في مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رجال ما زالوا على العهد يعاهدون الله على المضي على طريق التحرير وأنهم لن يساوموا ولن يهادنوا وأنهم سيقاومون الصهاينة حتى آخر قطرة دم في عروقهم لأن هذا المحتل لا يعرف إلا لغة واحدة هي لغة المقاومة إلا لغة الرصاص ولا يكون هناك حل إلا بالجلاء عن أرضنا وعن مقدساتنا.
رحلت أمال وهي تنشد اسم فلسطين كما هم أهلنا في الجزائر قيادةً وشعباً ينشدون اسم فلسطين في كل نبضة دم تجري في عروقهم، فلا عجب في ذلك لأنهم تعلموا عشق فلسطين من الرئيس الجزائري الأسطورة  هواري بومدين عندما قال مقولته المشهورة «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة» هذا الكلمات التي تخط بماء الذهب وتدرس في الجامعات وقد ترجمها شعبنا الجزائري العظيم إلى أفعال فكانت فلسطين حاضرة بكل قوة لدى أهلنا في الجزائر، وكانت الجزائر أول من كان يقدم الدعم والسلاح لمقاتلي الثورة الفلسطينية بشهادة القائد الرمز ياسر عرفات ابا عمار رحمه الله.
لقد زرت الجزائر في العام 2010 للمشاركة في مؤتمر الأسرى الفلسطينيين الذي عقد في الجزائر، حيث مكثنا بضعة أيام لكنها كانت أجمل الأيام لأننا لمسنا كم هي غالية فلسطين في قلوبهم وعقولهم وأفئدتهم، فكانوا أوفياء لفلسطين، وشاءت الأقدار أن أقف على نفس المنصة التي وقف عليها قائد الثورة الفلسطينية ياسر عرفات «أبو عمار» رحمة الله بتاريخ 15 نوفمبر 1988 في قاعة قصر الصنوبر في العاصمة الجزائرية الجزائر وبجهود عظيمة من قبل الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة، حيث أعلن على منصتها استقلال دولة فلسطين ، فكان هذا الإعلان إيذانا بالعودة إلى الوطن، وإعلاناً بأن الشعب الفلسطيني سيظل يقاوم حتى يحصل على حقوقه المشروعة، وسيقيم دولته الفلسطينية وسينتصر على المحتل الصهيوني الغاصب.
رحلت أمال التي كانت تناصر الأسرى وتناصر المستضعفين في فلسطين تشاركنا في أفراحنا وأحزاننا وصمودنا ومقاومتنا وتصدينا وتحدينا للاحتلال الصهيوني فكانت فلسطينية أكثر من الفلسطينيين أنفسهم فحق لنا أن نفخر بها وأن نذكرها وأن نزجي التحية والإجلال لروحها الطيبه ، وأن نرفع أكف الضراعة إلى السماء لندعو لها بالرحمة في الجنان بصحبة النبي العدنان محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
فإلى جنان الخلد أيتها المناضلة أمال مرابطي أيتها العربية الجزائية الفلسطينية وعهدا أن نبقى على العهد حتى تحرير كامل تراب فلسطين كل فلسطين ليتحقق حلمك وحلم كل جزائري بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك بعد جلاء الاحتلال الصهيوني عن أرضنا بإذن الله تعالى.