بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، سبحانه لا راد لأمره، نودع اليوم الأخت والزميلة الصحفية آمال مرابطي إلى مثواها الأخير بعد حادث أليم إختطف أيقونة جريدة “الشعب” من بين أيدينا، غيبها الموت عنا وعن ولاية ڤالمة وعن الجزائر وعن فلسطين الحبيبة، لأنها طالما ناصرت القضية بكتاباتها الجريئة والمنصفة.
آمال العفيفة الطاهرة الطيبة الحنونة الجادة هكذا عرفتها منذ أن التحقنا معا بجريدة «الشعب» مراسلة عن ولاية ڤالمة، تنقل آلام وآمال مواطنيها من الفئات الهشة والمحرومة.
آمال الحاضرة دائما في مواقع التواصل الإجتماعي، متابعة جيدة لكل المستجدات وطنيا ودوليا، لها حس إعلامي عالي جدا، آمال المناصرة للقضايا العادلة، صوت المرأة الجزائرية الأصيلة، إنها الأخت آمال العزيزة على قلوبنا.
رحلت آمال فجأة دون وداع، رحلت أختي آمال ولن أجد لك إطلالة بعد اليوم تسألينني عن آخر الأحداث والمستجدات، وتطلبين الإستشارة حول ما تكتبين من مواضيع إعلامية، غابت آمال اليوم ولن تظهر تعليقاتها على مواقع التواصل الاجتماعي مقدمة الاضافة الجادة والمتبصرة، لكن نعدك أنك بقلوبنا لن تفارقينا بقدر ما عرفناك ونرجو من المولى عز وجل أن يجمعنا بك في جنات النعيم.
لقد رحلت آمال ولن أرى طلباتك بعد اليوم حول ما تكتبين من مواضيع يومية تنقل هموم وتطلعات ولاية ڤالمة والجزائر والأمة العربية والاسلامية.
كلمتني آمال يوما قبل وفاتها لتحدثني عن جولتها بغرب الوطن السياحية هي وعائلتها الكريمة ، تتحدث ببراءة الأطفال عن فرحة عامة اجتاحتها وهي تتجول بين ربوع ولايات الوطن، وهي ونحن، كلانا لا يدري أنها كانت تتجول مودعة هذا الوطن العزيز لتلتحق بالرفيق الأعلى.
من أجمل ما سمعته منها في بداية رحلتها السياحية التي بعدها فارقت الحياة، وببراءة الأطفال “تخيل أنني كنت أنتظر هاته الرحلة السياحية مع العائلة أسبوعا كاملا، أعدها باليوم، وأجمع أغراضي كل يوم لكي ننطلق مع العائلة في هاته الرحلة السياحية”.
وفي كل محطة كانت آمال لا تبخل أن توثق لنا بالصور آخر نقطة وصلت إليها، وآخر محطة رأتها، لها نفس طيبة جبلت على حب الخير، تحب أن تشارك الجميع فرحتها، هاته آمال دائما، معطاءة لهذا أحبها الجميع ببرائتها المعهودة وتعليقاتها المرحة.
لم أتخيل يوما أنني سوف أكتب عنك بهذا الأسلوب أختي العزيزة آمال، ليس لي إلا أن أقول لله ما أعطى ولله ما أخذ، تدمع العين ويحزن القلب وإنا على فراقك يا أختي العزيزة أمال لمحزونون، اللهم إرحمها ووسع مدخلها، اللهم أبدلها دارا خيرا من دارها، وأهلا خيرا من أهلها، اللهم أرزقها الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .إنا لله وإنا إليه راجعون.