أكد، عبد المالك بوضياف، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن الزيارات الرسمية والفجائية التي يقوم بها للمؤسسات الصحية والاستشفائية تهدف إلى الوقوف على مدى احترام وتطبيق التوجيهات والتعليمات المقدمة من الوزارة، ومصالحها المركزية، وأن الوزارة تعمل دون هوادة على إعادة الاعتبار لقطاع الصحة العمومية.
قال الوزير بوضياف، على هامش الزيارة العملية والتفقدية التي قادته ،أمس الأحد، إلى بعض المؤسسات الصحية الجوارية بمدينة سطيف، والتي أشرف خلالها على انطلاق الحملة التحسيسية للصحة الجوارية، تحت شعار /صحتي بجواري/ أن عملية إعادة الاعتبار تتطلب منا تجنيد كافة الإمكانيات المادية والبشرية التي يتوفر عليها القطاع، وأن قطاع الصحة في الجزائر اليوم هو في مرحلة ما فوق المجهز، أي انه يتوفر على إمكانيات وتجهيزات ضخمة، وحتى من ناحية المنشآت القاعدية بما يكفي و أكثر، و لهذا على الجميع أن يثمن المجهودات المبذولة واستغلالها في ما يجب أن تستغل فيه للنهوض بالصحة العمومية.
وأكد بوضياف، أن الوزارة قررت أن تقوم ابتداء من شهر جويلية الماضي وإلى أجل غير محدود بالاتفاق مع وزير الاتصال والمدير العام للإذاعة الجزائرية، بحملات تحسيسية لتقريب المرافق الصحية الجوارية من المواطنين لتخفيف الضغط على المؤسسات الاستشفائية العادية والجامعية، من خلال الشرح والتوعية لمفهوم الصحة الجوارية، وإخراج بعض التخصصات والخدمات الصحية من المستشفيات إلى العيادات متعددة الخدمات، و أن هذه المرحلة البيداغوجية يمكن القول أنها أخذت حقها، وأنه يتعين علينا الآن الشروع في التنفيذ.
كما ذكر الوزير، في سياق متصل، أن كل ولاية تتوفر اليوم على إذاعة محلية تعمل على إنجاح الحملة التي ستستمر، وستمس كل الولايات، بحضور الوزير أو إطارات سامية من الوزارة، لأن الإذاعة فضاء إعلامي كبير وكثير الاستخدام من طرف المواطنين، وعليه يتعين على الإعلام بشكل عام أن يطل المواطن على الإمكانيات المتوفرة والمرافق الموجودة تحت تصرفه، وهذا ما تقوم به الإذاعة، واعتبر الوزير ولاية سطيف تتوفر على إمكانيات هامة لتكون قطبا بامتياز، وستكون مركزا جهويا للجراحة القلبية، ولديها اليوم 800 طبيب مختص في القطاع العمومي لوحده، وأن هناك قفزة نوعية في مجال إنجاز المصحات الخاصة بها، ويتعين استعمال هذه الإمكانيات بشكل حسن، و هذا من خلال تعرف المواطن عليها .
واعتبر بوضياف، في ذات السياق، أن الجزائر تتوفر على إمكانيات كبيرة مقارنة بدول الجوار، و حتى أن بعض الدول الأوروبية لم تتمكن من القضاء على ضغط الحالات الاستعجالية، وهذا ما نعمل على تفاديه ببلادنا من خلال توفير الاستعجالات في معظم المرافق الصحية بتوفير الأطباء والإمكانيات اللازمة.
كما دعا الوزير، أفراد السلك الطبي التفاني في أداء واجباتهم، واحترام مواقيت العمل، لأن الوزارة لاحظت خللا في هذا الصدد، مما خلق ضغطا كبيرا على المستشفيات، مؤكدا انه سيتم بسطيف وغيرها إخراج بعض الفحوصات من المستشفيات إلى المصحات العمومية المتواجدة في المدن الصغيرة والقرى والأحياء لتقريب الصحة من المواطن وتخفيف الضغط على المستشفيات .
وبخصوص امن المستشفيات، أكد وزير القطاع، أن الخلل ليس في مصالح الاستعجالات الطبية، وإنما في تواجد كثير من الناس غير مرضى متواجدين بالمصلحة، وأنه أعطى تعليمات للمسيرين للتعاقد، عند الضرورة، مع شركات أمنية للحفاظ على الأمن داخل المؤسسات الصحية، وأنه يفترض أن الحراس لا يسمحون إلا للمرضى بالدخول إلى الاستعجالات، وقد لاحظ الوزير، تحسنا كبيرا في هذا المجال لدى عديد الولايات الكبرى، مثل العاصمة ووهران وعنابة و قسنطينة، خاصة لما التزم المواطنون بالتوجه إلى العيادات متعددة الخدمات بدل المؤسسات الاستشفائية.
كما أكد بوضياف، على أنه أعطى للمسيرين توجيهات بضرورة السماح للإعلاميين بأداء واجباتهم بالمؤسسات الاستشفائية، مع ضرورة احترام كرامة الناس والتحلي بالمهنية.
يذكر، أن الإذاعة المحلية وبالتنسيق مع مصالح الصحة بسطيف، نظمت، أمس، يوما مفتوحا للتحسيس بضرورة الذهاب إلى العيادات متعددة الخدمات المنتشرة ببلديات الولاية وأحياء المدن الكبرى لإجراء التحاليل والفحوصات الطبية المتخصصة، وحتى حالات الاستعجالات البسيطة والمتوسطة، لتخفيف الضغط على مستشفيات الولاية والمستشفى الجامعي بعاصمة الولاية.