انطلقت يوم الخميس الفارط الحملة الوطنية للتحسيس بمخاطر السباحة في السدود المنظمة من طرف الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات المائية، بمشاركة الحماية المدنية وأشبال الكشافة الإسلامية، وجمعية كافل اليتيم التي حشدت لفعاليات الحملة أزيد من ألف طفل من غرب البلاد.
تناولت الحملة الوطنية التحسيسية، مجموعة من الأنشطة الترفيهية وأخرى تحسيسية جوارية لفائدة شريحة الأطفال والشباب وكذا سكان القرى والمناطق المجاورة للسدود، التي غالبا ما تجد ضالتها في أحواض السدود، وتعتبرها بديلا عن غياب مرافق الترفيه، ومفرا من حرارة الطقس، على أن تعمم الحملة الوطنية في طبعتها الثانية ربوع الوطن وتستمر طيلة موسم الصيف.
وقد ذكر المدير العام للوكالة الوطنية للسدود السيد براقي ارزقي في حديث لـ«الشعب” أن مصالحه، ستسعى بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني لتنظيم دوريات أمنية لمراقبة ضفاف السدود كإجراء وقائي لمنع السباحة في أحواض السدود، ولتدارك الوضع والتقليص من حصيلة ضحايا الغرق اعتمادا على طرق التوعية والوقاية، مشيرا أن مصالحه سجلت 89 حالة غرق خلال 4 سنوات الماضية، منها 14 حالة سجلت هذه السنة بين شريحة الأطفال والشباب، مشيرا أن شساعة محيط السدود وانفتاحها غالبا على التجمعات السكانية يجعل من آليات الوقاية والتحسيس حلقة مهمة في معادلة الوقاية من مخاطر السباحة في السدود، حيث توفر الوكالة الوطنية للسدود الحراسة الأمنية لهذه المنشأت الإستراتيجية من خلال 6 آلاف عن أمن منتشر عبر سدود ولايات الوطن، غير أن وجود منافذ غير مأمنة بمحيط السدود يحول دون بسط مراقبة شاملة لهذه المنشآت، وبقي على المواطنين أخذ حيطتهم وتفادي السباحة في الأغوار المائية والحواجز وغيرها، الأمر الذي تهدف إليه الحملة التحسيسية بشكل خاص، ولذلك سيتم التركيز على العمل الجواري والاعتماد على المنتخبين المحليين لتوعية أبناء هذه المناطق حول أشكال الخطر الكامن في السباحة بمياه السدود. وأشار السيد براقي ارزقي إلى وجود نوايا للترخيص بممارسة مختلف الأنشطة الرياضية في محيطات السدود عدا ممارسة السباحة، على غرار ما تقرر بسد بوهارون بميلة وتقصيبت بتيزي وزو وبوكردان بتيبازة، حيث يجرى التحضير لمرسوم وزاري مشترك، يفتح مجال الراحة والإستجمام على ضفاف السدود من خلال اتفاقية وزارية تحدد الأنشطة التي تمارس بالسدود قصد الحفاظ على طابعها الاستراتيجي والحيوي.
من جهتها شاركت مصالح الحماية المدنية في فعاليات الحملة بمعرض للصور عن تدخلاتها لإجلاء الغرقى بالسدود والأحواض المائية، إضافة إلى مناورة افتراضية لفرقة الغواصين وفرقة الإنقاذ في الأماكن الصعبة، كما عرضت مصالح الحماية المدنية حصيلة تدخلاتها على مستوى السدود، مبرزة المخاطر التي تتربص بالمغامرين في السباحة بالسدود والأحواض المائية التي سجلت في شأنها 3 ضحايا بسد ويزغت وسدّ بوحنيفية خلال السنوات الماضية و10 حالات وفاة غرقا في أحواض السقي الفلاحي وقنوات السقي التي تواصل حصد أرواح الأطفال الأبرياء.
أما في الجهة المقابلة وعلى ضفاف سد بوحنيفية رصدت “الشعب” حالات لأطفال وشباب يرمون بثقل أجسادهم في مياه السد، أين ذكر عماد وهو طفل في 15 من عمره، أنه يسكن بقرية سيدي سليمان، على بعد امتار من السد الذي يلجأ اليه معية رفاقه من أبناء الجيران للسباحة في كل أمسية، مشيرا أن أطفال قرية سيدي سليمان تعي حجم المخاطر الكامنة في أعماق السد لكنه ورفاقه شديدي المعرفة بالسد وأو حاله وأنهم قد يمتنعون عن المخاطرة بحياتهم في حال وفرت مصالح البلدية لهذه الشريحة الإمكانيات البسيطة للترفيه من خلال تنظيم رحلات مجانية لشواطئ البحر بالنظر إلى قلة إمكانيات عائلاتهم ومحدوديتها.