طباعة هذه الصفحة

أكثر من مليوني مصطـاف بشواطئها

وفيات بالمناطــق الصّخريـة لتيبـازة خـلال شهر جويليــة 7

تيبازة: علاء ملزي

توافد أزيد من مليوني مصطاف على شواطئ تيبازة منذ موسم الاصطياف والعدد مرشح للزيادة بحكم الاجراءات المتخذة في سبيل قضاء عطلة آمنة بلا حوادث، وهي إجراءات تحرص على تنفيذها المصالح الولائية بتجنيد مختلف الوسائل والامكانيات البشرية.وتقوم السلطات بحملة تعبئة وتحسيس من اجل الوقاية من خطر الغرق في بحر لا يحمل دائما الامان، وهو ما لم ياخذ في الحسبان للاسف، حيث تسجل بتيبازة حالات وفيات بسبب عدم أخذ تدابير الاحتياط وشروط السباحة.«الشعب” ترصد هذه الوضعية في استطلاع حول يوميات صيفية بعين المكان.انتشلت مصالح الحماية المدنية بتيبازة 7 جثث لشباب من مختلف الأعمار من البحر على مستوى المناطق الصخرية الممنوعة للسباحة خلال شهر جويلية لوحده، في حين سجّلت ذات المصالح توافد 2378400 مصطاف على الشواطئ الـ 43 المسموحة للسباحة خلال شهري جوان وجويلية الفارطين.
 أكّد عضو مكتب الاحصاء والاعلام بالمديرية الولائية للحماية المدنية الملازم الأول رابح بن دوحة، بأنّه لم تسجّل الى حدّ الساعة أيّة حالة وفاة غرقا بالشواطئ المحروسة التي شهدت خلال شهرين عمليات إنقاذ 1652 غريقا، من بينهم 950 غريقا تعرّضوا لمضاعفات صحية سلبية أسعف 643 منهم بعين المكان، فيما تمّ نقل 317 آخر الى مختلف المراكز الصحية القريبة لتلقي العلاج المكمّل، بحيث جنّدت ذات المصالح ترسانة بشرية هائلة، وسخّرت امكانات مادية جدّ معتبرة لتوفير حماية شاملة للمصطافين من أخطار الغرق بالبحر.
مع الاشارة إلى كون مجمل شواطئ الولاية تشهد توافدا منقطع النظير خلال يومي نهاية كل أسبوع. غير أنّ إصرار بعض المصطافين على المغامرة من خلال اللجوء الى السباحة بالمناطق الصخرية بحجّة تجنّب الاكتظاظ على مستوى الشواطئ المحروسة، كان له الأثر السلبي المباشر على حياة العديد منهم، والذين غادروا الحياة في ظروف مختلفة.
 وأسفرت تدخلات الحماية المدنية في هذا الشأن عن انتشال جثث 7 ضحايا من مختلف ولايات الوطن، غرقوا جميعهم بمناطق صخرية ممنوعة للسباحة وفقا لقرار الوالي الصادر عشية موسم الاصطياف، والمتعلق بتحديد الشواطئ المسموحة للسباحة من غيرها.
وكان الغريق الأول الذي ينحدر من منطقة بوسماعيل قد انتشلت جثّته يوم 11 جويلية بالمخرج الشرقي لعين تقورايت في حدود الخامسة مساء وعمره لا يتجاوز 28 سنة ليلقى شاب آخر ينحدر من ولاية البليدة حتفه في اليوم الموالي بالناحية الشرقية للملعب البلدي لمدينة شرشال وعمره لا يتجاوز 34 سنة.
وفي يوم 14 جويلية تمّ انتشال جثّتين بحي بركان لبلدية عين تقورايت لشابين يبلغ عمر كل منهما 21 سنة أحدهما من منطقة الشبلي بولاية البليدة والآخر من الدويرة من ولاية الجزائر، كما أسفر انقلاب قارب نزهة بمنطقة الآثار الرومانية لتيبازة في حدود منتصف النهار ليوم 16 جويلية إلى وفاة شاب عمره 25 سنة.
وتمّ انتشال جثّة شاب آخر في اليوم الموالي عمره 20 سنة بمنطقة واد البلاع الصخرية في حدود الثامنة صباحا، ليشهد آخر يوم من شهر جويلية انتشال جثّة شاب في الثلاثينيات من عمره ومجهول الهوية بمنطقة الآثار الرومانية لمدينة تيبازة.
وأشارت مصادرنا من الحماية المدنية بتيبازة الى تنظيم عدّة حملات تحسيس وتوعية بخصوص تجنّب السباحة بالمناطق الصخرية، بالنظر الى الخطر الداهم الذي يرفق عادة بهذه الظاهرة، بالتوازي مع حثّ المصطافين الوافدين الى الشواطئ على احترام قواعد السباحة السليمة، إلا أنّ بعض الذهنيات لا تزال تصرّ على تجنّب الاحتكاك بالأمواج البشرية الهائلة التي تتوافد على الشواطئ المحروسة من خلال التوجّه الى المناطق الصخرية لمداعبة مياه البحر بعيدا عن أعين المصطافين، وبعيدا عن أعين حراس الشواطئ أيضا، الأمر الذي يسفر في الكثير من الحالات عن عواقب وخيمة لا تحمد عقباها.