ما تزال متاعب مركب الحديد والصلب بالحجار بولاية عنابة متواصلة، بعد عجز المسؤولين عن إعادة تشغيل الفرن العالي، الذي يعد الركيزة الأساسية بالمركب، وقد كان من المفروض تسليمه شهر جوان الفارط، بعد أن أوكلت مهمة إعادة تهيئته لشركة عالمية أكدت على تأجيل تسليم الفرن إلى نوفمبر المقبل بسبب وجود تصدعات وتشققات عميقة بالجدار الداخلي.
يعرف الفرن العالي بمركب الحجار تأخرا كبيرا في إعادة تهيئته وتشغيله، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في إنتاج الفولاذ السائل وتوقف مختلف وحدات الإنتاج، وأكد مصدر مسؤول لـ»الشعب» أن مركب الحديد والصلب يمر بأزمة خطيرة نتيجة عدم إعادة تشغيل الفرن العالي وتأجيل تسليم المشروع إلى غاية نهاية السنة الجارية، مشيرا إلى أن متاعب المركب متواصلة، حيث كان من المفروض انتهاء الأشغال به نهاية شهر ماي الفارط، وهو ما تم تأكيده للوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته الأخيرة لولاية عنابة، وتخصيص استثمار بقيمة 01 مليار دولار لتمويل العمليات المتعلقة باستغلال وتطهير المركب، و720 مليون دولار لإعادة تأهيل سلسلة الإنتاج من خلال اقتناء تجهيزات حديثة تستجيب لتكنولوجيا صناعة الحديد والصلب.
وكشف مصدرنا أن شركة «بيرصون» متعددة الجنسيات تعمل على تجاوز العوائق التي خلفتها شركة «فريتي» التي أسندت لها مهمة تأهيل المركب، حيث أخلت بما جاء في دفتر الشروط لتسليم الفرن العالي رقم 2 شهر فيفري المنصرم، ليتم فسخ العقد مع الشركة الايطالية التي توقفت أشغالها في حدود 40 في المائة، مؤكدا أنه تم الاتفاق على تجديد الفرن العالي مع «بيرصون» بغلاف مالي قدره 12 مليون دج، في حين اسند تلحيم وتجديد الأنابيب لشركة «ميتال ميند» بكلفة 14 مليون دج.
كما أشار إلى وجود صعوبات في تنفيذ الأشغال وتركيب المعدات الجديدة، بعد إزالة النظام الكهربائي القديم، وهو ما عقد من وضعية عملاق الحديد والصلب وتعثر برنامج الاستثمار، فضلا عن شراء المواد نصف المصنعة من أوروبا وآسيا بأسعار مرتفعة، واستيراد الفحم مع العلم أن مركب الحديد والصلب يستهلك سنويا 600 ألف طن من هذه المادة.
للإشارة فأن مركب الحجار يعاني مشاكل أخرى على غرار الصراعات النقابية، ومطالبة العمال برفع أجورهم، بالرغم من الأزمة المالية التي يتخبط فيها نتيجة توقف الإنتاج، وتراكم ديون الكهرباء والغاز.