ينتقل بنا الباحث الأكاديمي الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة، إلى عوالم كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة، وذلك في مؤلف جديد له، صدر حديثاً في طبعة مشتركة عن دار الأمان للطباعة والنشر والتوزيع بالرباط، ودار الكتب العلمية ببيروت.
الكتاب الذي صدر بعنوان: «التاريخي والأدبي في كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة لابن الخطيب».
أ ــ صياد
تحدث المؤلف في مدخله عن حياة لسان الدين ابن الخطيب، آثاره، وعصره.
في القسم الأول، قدّم الدكتور صورة عن حياة ابن الخطيب، معتمداً على ما ذكره الأديب الأندلسي عن نفسه في بعض مؤلفاته، كما اعتمد على كتب التراجم في القديم، والحديث.
في القسم الثاني، تحدّث المؤلف عن عصر بن الخطيب مستعرضا حياته السياسية، الاجتماعية والثقافية في غرناطة، لعلاقتها الوثيقة بالكاتب، ولما في ذلك من فائدة في إيضاح بعض جوانب حياة ابن الخطيب،وعلاقته بأمراء بني الأحمر، ذلك لأن عصر الكاتب،وبيئته تعدّ من أهم مصادر إنتاجه الفكري.
في القسم الأخير، يتطرق إلى مصنفات ابن الخطيب، وآثاره في الأدب، التصوف، التراجم والطب.
في الفصل الأول من الكتاب، قدّم بوفلاقة تعريفاً بكتاب الإحاطة وبواعث تأليفه،مصادره ومنهجه. وفي الفصل الثاني، تحدّث عن محتوى المجلد الأول من كتاب (الإحاطة) الصادر بتحقيق الباحث محمد عبد الله عنان. وقدّم موجزاً عن أهم الشخصيات التاريخية،والأدبية التي تعرض لها ابن الخطيب في المجلد الأول.
في الفصل الثالث، توقّف مع أهم الشخصيات التاريخية والأدبية التي ترجم لها ابن الخطيب في المجلد الثاني.
وفي الفصل الرابع تناول بالعرض أهم الشخصيات المترجم لها في المجلد الثالث منه، وقدّم ملخصات عنها، وفي الفصل الأخير عرض أهم الأعلام،والشخصيات الأدبية والتاريخية التي حواها المجلد الأخير من كتاب (الإحاطة)، وقدم ملخصاً عن سفر من أسفار الإحاطة اكتشف حديثاً.
حول المنهج المتبع في الكتاب، فقد ذكر الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة أنه اعتمد على المنهج التاريخي، الذي يستند الى الترتيب الزمني في تتبع الظواهر الأدبية والتاريخية، وتفسيرها مع الاستفادة من مناهج أخرى كالمنهجين الوصفي والتحليلي الذي استخدمه عند دراسة كتاب الإحاطة.
تتجلى أهمية كتاب الباحث الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة، من حيث إنه يتناول بالدراسة والتحليل كتاب: «الإحاطة في أخبار غرناطة»، وهو أهمّ مصدر، بعد كتاب: «نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب» للشيخ أحمد بن محمد المقّري التلمساني، في دراسة التاريخ السياسي، والثقافي، والأدبي، للأندلس والمغرب.
قدّم لنا ابن الخطيب - كما ذكر سيف الإسلام بوفلاقة - الأندلس تاريخاً، وثقافة من خلال غرناطة، وهو عبارة عن موسوعة أدبية شاملة، فيها من أنباء، وسير ملوكها، ووزرائها، وأخبار شعرائها وكُتَّابها واعلامها.
كما تتّضح أهمية هذا الكتاب حينما ندرك عدم وجود دراسات متخصصة في كتاب: «الإحاطة في أخبار غرناطة» لابن الخطيب، باستثناء بعض الدراسات التي تناولت جوانب أخرى من حياة مؤلف الكتاب المتعدد الجوانب، لكن كتاب الباحث الأكاديمي الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة يختلف عن تلك الدراسات، فيدرس الكتاب دراسة تحليلية، مُركزاً على الجوانب التاريخية والأدبية.
ذكر الباحث الدكتور في خاتمة كتابه أن القيمة العلمية، والأدبية والتاريخية لكتاب «الإحاطة في أخبار غرناطة»، تتجلى من حيث إنه يعد أحد المصادر المهمة التي لا يمكن الاستغناء عنها في تاريخ غرناطة. وهو ينفرد عن الكتب القديمة، كونه يكشف النقاب عن الحركة العلمية، والأدبية والتاريخية السائدة، من خلال تقديم تراجم وافية عن أدباء، وعلماء غرناطة من مختلف العصور، كما يكتسي أهمية بالغة كونه يحوي رسائل، ومقطوعات نثرية وشعرية، الكثير منها غير متوفر في مصادر أخرى.
بوفلاقة في سطور
❊ الدكتور بوفلاقة، من مواليد مدينة عنابة، نال جائزة ناجي نعمان العالمية في لبنان 2016م.
❊ متحصّل على دكتوراه في الأدب العربي القديم بأعلى تقدير، شارك في مؤتمرات علمية وطنية ودولية عديدة، وأنجز بحوثاً ودراسات كثيرة نُشرت في مجلات عالمية وأكاديمية.
❊ للباحث مجموعة من المؤلفات العلمية طبعت في عدد كبير من العواصم العربية منها: «مباحث في الفكر والأدب»، «الثابت والمتغير في النص الشعري الأندلسي»، «تعليمية اللغة العربية - المعوقات والحلول»، «دراسات عن التاريخ الجزائري المعاصر»، «وقفات مع شهادات من ثورة التحرير الجزائرية المظفرة»، «مقومات الحوار الحضاري مع الآخر»، «جماليات الإبداع الشعري عند سيف المري».
❊ كتب بانتظام في العديد من الصحف العربية،
ونشر الـمقالات في جملة من الصحف الجزائرية والعربية.
❊ له إسهامات في التأليف الجماعي، وفي إنجاز تقارير اجتماعية، فكرية ومشاريع علمية، ومعالجة قضايا تربويّة وتعليميّة في مختلف المؤسسات العلمية، والهيئات الأكاديمية في سائر أقطار الوطن العربي.
❊ حصل على شهادات تقدير على مختلف نشاطاته،وجهوده في عديد الهيئات الثقافية والإعلامية.