طباعة هذه الصفحة

تدهور المحيط البيئي بسكيــكــدة

مــيـاه الصـــّرف الصحي تهـدّد الوسـط الحـضــري

سكيكدة: خالد العيفة

حذّر عشرات المواطنين من سكان الربوة الجميلة من خطر اختلاط المياه القذرة بمياه الشرب بسبب الإهمال المتواصل حسبهم من قبل المقاولة المكلفة بمشروع تجديد شبكة الصرف الصحي، والذي أدى إلى تدفق المياه القذرة في الطبيعة مباشرة وغمر الطريق العام.
وصرح هؤلاء أنّ الوضع ينذر بكارثة وبائية وشيكة، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة، مما دفعهم الى قطع الطريق لقرابة ساعتين من الزمن، قبل تدخل بعض المنتخبين المحليين رفقة المصالح الأمنية لفتح حوار مع السكان، وإقناعهم بضرورة فتح الطريق، مع تلقيهم لوعود من طرف المسؤولين بالتدخل لمعالجة الوضعية.
وفي هذا الاطار، أحصت السلطات الولائية المختصة 20 نقطة سوداء تتعلق بمياه الصرف الصحي التي تصب مباشرة في البحر، وذلك على مستوى شواطئ تستقطب أعدادا هائلة من المصطافين، باعتبار الموقع الهام لهذه الشواطئ التي تقع في الأساس إما في مناطق حضرية أو سياحية، مما يؤثر لا محالة بشكل مباشر على البيئة والصحة العامة للسكان. ومن بين هذه الشواطئ، شاطئ بعين دولة بمدينة القل الواقعة حوالي 77 كلم غربي عاصمة الولاية، والذي منعت السباحة فيه بسبب مصبات المياه القذرة، إلى جانب شاطئ جزيرة الماعز “بليلو” الواقع بمدينة سكيكدة في بالجهة الغربية، ونفس الأمر بالنسبة لشاطئ واد “ريغة” الواقع ببلدية فلفلة حوالي 18 كلم شرقي عاصمة الولاية وشاطئ بن مهيدي على مسافة 150 مترا، وتصب في هذه الشواطئ وغيرها مياه الصرف الصحي الصادرة عن التجمعات السكانية، إلى جانب تلك الناتجة عن نشاط المحلات التجارية والفنادق، حيث توجد بعاصمة الولاية لوحدها 16 نقطة صرف صحي تصب في البحر مباشرة ناتجة عن خمسة تجمعات سكانية و5 محلات تجارية مختصة في الإطعام، ونقطتي صرف صحي ببلدية فلفلة صادرتين عن التجمع السكاني وفندق “روايال توليب”. أما في كل من بلديتي القل والمرسى فتوجد نقطة صرف صحي واحدة صادرتين عن التجمعين الرئيسيين بالبلديتين. وأمام هذا الوضع العدو للبيئة والاقتصاد السياحي وسط تنامي الدعوات من أجل الانتقال للاقتصاد البيئي المستدام وحفاظا على الصحة العامة.
 أقبية العمارات في خطر
 كما أقرّت السلطات الولائية بعدم تمكّن مختلف مصالح الولاية من القضاء على أكبر نقطة سوداء من جانب النظافة والصحة العامة، ويتعلق الأمر بتجمع مياه الصرف الصحي في أقبية العمارات، فقد اطّلع والي الولاية في العديد من الخرجات على حجم الكارثة ،وأرجع السبب للدراسات التقنية المتعلقة بتصريف المياه والتي لم تكن في المستوى المطلوب هذا من جهة، ومن جهة أخرى لطبيعة العقار من حيث الملكية، وذلك من خلال طرحه تساؤلا مفاده هل هذا الإشكال يقع على مسؤولية ديوان الترقية والتسيير العقاري أم مصالح البلدية؟ لا سيما أن السكان قد اشتروا هذه المساكن التي تتجمع تحتها المياه القذرة، قبل أن يؤكد أن المشكل إنما هو مشكل أشخاص.
والي الولاية من جهة أخرى ثمّن المجهود المبذول من قبل مصالح الولاية، وذلك من خلال حملات التنظيف التي نظمت في السياق الوطني والولائي والتي اوضح انها حسنت من الوجه العام لمدن الولاية بعدما كان منظر القمامة والنفايات المترامية في كل الجهات.
كما تنتشر بمختلف بلديات سكيكدة المفارغ العشوائية، مما أثر سلبا على الصحة العامة زيادة على تشويه للمنظر الجمالي لهده الاخير، كما تتواجد هذه المفارغ العشوائية في مداخلها ومخارجها، وبالتالي فهي في هذه الحالة تستقبل المواطنين والزوار بهذا الوجه، والأكثر من ذلك فإن معظم هذه البلديات طابعها سياحي، وتشوه المفارغ العشوائية بالولاية 24 بلدية من مجموع 38 بلدية، ويتعلق الأمر بكل من وادي الزهور، أولاد أعطية، قنواع، الزيتونة، بني زيد، كركرة، عين بوزيان، بكوش لخضر، الحروش، صالح بوالشعور، زردازة، أمجاز الدشيش، أولاد أحبابة، بني والبان، أم الطوب وتمالوس، بالإضافة لبلدية سيدي مزغيش الحاصلة على لقب أنظف بلدية خلال المسابقة التي نظمت السنة الماضية وكذا بلديات جندل محمد سعدي، بن عزوز، المرسى التي تتقاسم المحمية الدولية وفق اتفاقية “رامسار” المنطقة الرطبة “صنهاجة - قرباز” شأنها شأن بلديات عين الزويت، فلفلة والقل التي تستقطب عددا كبيرا من المصطافين كل موسم اصطياف من خلال شواطئها، غير أن ذلك لم يشفع لها بالعمل على القضاء على المفارغ العشوائية ووضع مفارغ عمومية وفق المعايير المعمول بها باعتبار أن عددا من المفارغ العشوائية تضم نفايات سامة وخطيرة والناتجة عن بعض النشاطات الاقتصادية.