طباعة هذه الصفحة

آخر يوم من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي

مخرجون يقترحون بدائل للنهوض بالفن السابع في الجزائر

وهران: براهمية مسعودة

بودالية: إعطاء السينما وظيفة اقتصادية بإشراك القطاع الخاص

تتعدّد المهرجانات السينمائية في الجزائر، في محاولة لإعادة الوجه المشرق للفن السابع الذي يعرف نزوح الجمهور. ومع كل دورة تعود الأسئلة القديمة المطروحة بلا أجوبة كيف السبيل لبعث صناعة سينمائية وإعطائها وظيفة ثقافية واقتصادية أيضا؟. كيف السبيل إلى بلوغ سينما رائدة تصنع مجد الجزائر مثل أيام زمان في ظل الانخفاض المهول في الفضاءات الثقافية من مسارح وقاعات عروض. إنها وضعية توقفت عندها «الشعب» بمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي المختتم أمس.
قال المخرج عبد الحميد بودالية لـ»الشعب» أن النهوض بالصناعة السينمائية واعطائها وظيفة اقتصادية يحتم التخلي عن ثقافة الاتكال واستبدالها بالاجتهاد في البحث عن مصادر تمويل متنوعّة تساعد القطاع وتوابعه في مواجهة التغيرات العديدة والسريعة، كممارسة اجتماعية متعدّدة الأطراف.
وانتقد بودالية في هذا الإطار ضعف ثقافة التمويل الخاص في بلادنا، بما فيها صناعة الإعلان أوالإشهار التي لا غنى عنها، مبينا أنّها واحدة من أﻫم اﻟوﺴﺎﺌﻝ اﻟﺘﻲ تعتمد ﻋﻠﻴﻬﺎ الأنشطة الاقتصادية في الدول المتفوّقة في المجال السينمائي ﻟﻠوﺼوﻝ إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻬور واﻟﺘﺄﺜﻴر ﻓﻴﻪ من خلال الإنتاج السينمائي  والتلفزيوني على حد السواء.
أكّد بودالية أيضا أنّ صالات السينما في العالم العربي، جزء أساسي من أزمة الفن السابع وصناعة الثقافة، لافتا إلى أنها المقياس النهائي الذي يحدّد مدى النجاح الجماهيري لأي فيلم معيدا الى الاذهان مؤشر شباك التذاكر الخاص بدور السينما وقاعات العروض الذي يعد باروماتر لقياس درجة النجاح من عدمه.
حثّ بودالية على تضافر الجهود للنهوض أكثر بالقطاع السينمائي بحثا عن بدائل اخرى لا تتوقف عند الخزينة العمومية وحدها قائلا: «لا تزال إلى يومنا هذا، الدولة الراعي الرسمي والمنظم لمختلف المهرجانات الهادفة إلى تشجيع تطور الفن السينمائي بكل أشكاله، في غياب شبه كلي للقطاع الخاص.»

بانوراما الأفلام الجزائرية القصيرة.. شباب في الواجهة

وواصل بودالية قوله أن السينما فضاء مفتوح على الإبداع وأنّه يفختر باتخاذه الخطوة نحو الأفلام القصيرة باعتبارها مخبرا للأفكار وواحدة من التحديات سواء أكان هاوي أو محترف، خاصة وأن الفيلم القصير، يمكن أن يحمل رسائل خفية، على عكس الفيلم الطويل.
وقد دفعت الحركية الكبيرة التي تعرفها الجزائر، من خلال إنتاج الأفلام القصيرة، وخاصة المدن الداخلية، إدارة مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي الى أن تفتح هذه النافذة لـ10 لمخرجين شباب من خلال تجاربهم المختلفة المنتجة بشكل مستقل أو في إطار الدعم المؤسساتي منهم  المخرج عبد الحميد بودالية من تيارت، وعبد الرحمان بن حارث من سطيف.
شارك المخرج الشاب بودالية في بانوراما الأفلام الجزائرية القصيرة المنتقاة بعناية في إطار الطبعة التاسعة لمهرجان وهران السينمائي بفيلم  «أحلام في حقيبة». وهو  يحكي بساطة أحلام الأطفال وبراءتها، على عكس أحلام الكبار المعقدة الخطيرة، من خلال حقيبة ساقطة على الأرض ونهاية مفتوحة على مختلف القراءات.

«آسف».. قصة حب وتضحية أبكت وهران

وحسب بعض المختصين الذين حضروا فيلم «أحلام في حقيبة» فإن هذا العرض، ملمّا بالتقنية، وكان حسبهم متفوّقا في هذا الجانب فيما  يوحي الفيلم الموسوم بـ»آسف» للمخرج عبد الرحمان بن حاراث بوجود طاقات شبانية بإمكانها أن تعطي السينما الجزائرية الكثير.
«آسف» فيلم وطني مؤثّر، موضوعه الحب والتضحية ومشاعر الوطنية والولاء، من بطولة كل من بهية راشدي التي مثلت دور الجزائر، ممثّلة بالأم ورشيد بن علال، الرئيس الحالي للجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان وهران الدولي في طبعته التاسعة، الذي مثل دور الأب، الرئيس الحامي الذي سيأتي يوما ويرحل.
يشار إلى أنّ عبد الرحمان بن حراث، هو أصغر مخرج جزائري في جعبته فيلم طويل و3 أفلام قصيرة. هو متحصّل على جوائز دولية وجوائز وطنية.من أهم أفلامه الفيلم الروائي الطويل «حب الشيطان»، عرضه الأول كان في إطار الطبعة الأولى للفيلم المتوسطي بعنابة، سنة 2015، حقّق أكثر من 5 آلاف متفرّج.
يستعد بن حاراث صاحب 22 سنة لإخراج  فيلم روائي طويل، يحمل عنوان «أبي»، هذا الأب الفقير المعوز الذي يخجل فلذة كبده بمكانته الهشّة في المجتمع.