طباعة هذه الصفحة

سحر بلادي

عين تموشنت .. عروس الغرب الجزائري

 تقع ولاية عين تموشنت بالغرب الجزائري تقدّر مساحتها بـ ٣٥ . ٢٣٧٦ كلم مربع، من أهم المواقع الأثرية الموجودة فيها الضريح الملكي سيفا قس ملك نوميديا الغربية، حيت يحتوي على مقبرة جماعية لعائلته ويقع على بعد 4 كلم من ضفة نهر التافنة، وأيضا مسجد وزاوية سيدي يعقوب بني سنة 1332م نسبة إلى الوالي الصالح سيدي يعقوب. أما جزيرة رشقون تقع قبالة شاطئ رشقون بمساحة تقدر بـ 26 هكتار، فلا يعرفها إلا القليل من سكان ولاية عين تيموشنت، فالفضوليون وحدهم من يعتريهم شغف زيارة ذلك الجبل، الذي يغوص في عشرات الكيلومترات في أعماق حوض البحر الأبيض المتوسط، باسطا ظلاله على زرقة المياه ومخفيا في جنباته جمالا ساحرا يشدّ الناظر إليه من أول وهلة، كونه يمثل جزيرة صغيرة تتوسط البحر، وهي التي اصطلح على تسميتها بجزيرة «رشقون» أو «ليلى» مثلما تعوّد السكان المحليون تسميتها، فهي لا تبعد عن شاطئ رشقون إلا بضع كيلومترات والتي غالبا ما تغري الشباب بلوغها عن طريق السباحة.
 وقد صنّفت وزارة الثقافة جزيرة شقرون ضمن المواقع التاريخية للتراث الثقافي والتاريخي لولاية عين تموشنت، حيث تمتد على مساحة 26 هكتارا، ويقول المؤرخون أن تاريخ وجود الإنسان بهذا الجبل يعود الى عصور ما قبل التاريخ، حيث يذكر في سجلات التاريخ، أن قبائل البربر سكنت الجبل سنة 650 قبل الميلاد، وهو ما تؤكّده بقايا حامية للجنود وبركة مائية قرب الميناء الذي كان يستعمل من طرف القراصنة، وهو نفس الميناء الذي استعمله حلفاء مقاومة الأمير عبد القادر لنقل السلاح لدعم المقاومة الشعبية.  في حين أرجع المؤرخّون دخول الفينيقيين إلى الجزيرة إلى القرن السابع قبل الميلاد استنادا إلى القطع الخزفية التي تم العثور عليها بالموقع القديم، وعمدت قوات الاحتلال الفرنسي سنة 1870 الى تشييد منارة تمتد على علو 15 مترا يمكن مشاهدتها من الشاطئ، وهي إلى غاية اليوم تقوم بدور توجيه السفن العابرة لهذا الجزء من خليج الغزوات، وتمتد الأضواء المنبعثة من المنارة الى علو 81 مترا يمكن مشاهدتها على بعد 16 ألف ميل بحري، وهو ما زاد من جمال المنطقة وأعطى صورة باهية لليالي الشاطئ الذي تزينه ألوان المنارة يوميا. بالإضافة إلى التصنيف التاريخي للمنارة، توجد بجانبها ثكنة عسكرية تعود إلى العهد الاستعماري، حيث استقبلت في تلك الفترة قرابة ألفي جندي اسباني، وهو ما بعث الحياة من جديد بالجزيرة التي تضم حاليا عدة بقايا أثرية صنّفت ضمن الكنوز الأثرية للمنطقة منها مقبرة بـ 114 قبر تقع قرب المنارة.