نظمت مديرية السياحة والصناعات التقليدية، أمس، بفندق مرمورة، مسابقة حول الطبق التقليدي «الشخشوخة القالمية» بهدف التعريف بالتراث الغذائي والمحافظة عليه. حسب ما أفادت به السيدة ماجدة زنادي، مديرة السياحة بقالمة لـ «الشعب».
التظاهرة عرفت مشاركة حرفيات وجمعيات من عدة ولايات شرقية مجاورة: منها بسكرة، سوق أهراس وعنابة كضيوف شرف.
تم عرض أطباق الشخشوخة على لجنة التحكيم لتذوقها واختيار أحسنها «في انتظار الإعلان عن الفائزين وتكريم الثلاث الأوائل، كما تخلل الحفل الفني ألعاب بهلوانية.
اعتبرت الحرفية مسعى نبيلة لـ «الشعب» أن «الشخشوخة « من بين أشهر الأطباق في الشرق الجزائري وخاصة بقالمة، لا يمكن الاستغناء عنها في الأعراس والمناسبات. وأعطت أمثلة عن طبق شخشوخة الظفر الذي يعد سيد المأكولات التقليدية بالولاية.
قالت مسعي أن اهتمامها بالمطبخ والأكلات الشعبية نابع من التراث وما ورثته عن أجدادها ووالدتها واصفة طبق « شخشوخة الظفر» بسيد وسلطان الموائد لدى المرأة القالمية الحرة لما لديه من اعتبار لتقديمه كطبق للضيوف، تعبيرا فيه عن فرحة العائلة بزيارات الأحباب.
أضافت نبيلة «إذا كانت المرأة الجزائرية تكرم ضيوفها بطبق الكسكسى أو الثريد أو الشخشوخة البسكرية المتعارف عليها، فإن المرأة بقالمة تكرم ضيوفها بالشخشوخة رغم ما يأخذه الطبق من الوقت لإعداده، مذكرة بأن هناك عدة أنواع لإعداد طبق الشخشوخة الظفر بقالمة فكل حسب ذوقه ورغبته في الأكل، حيث توجد شخشوخة الفول، شخشوخة بلحم الدجاج، شخشوخة بلحم الغنم وغيرها.
من جانب عملها وتسويق ما تنتجه يوميا، قالت نبيلة أن لديها زبائن كثرين من داخل الولاية وخارجها، وخاصة في المناسبات والأفراح، وهي تتعامل مع المحلات لبيع منتوجها.
الجزائري يحِّن
للمأكولات الشعبية دائمًا
أشارت ذات المتحدثة إلى أنها مثلت « الشخشوخة القالمية «في عدة تظاهرات وطنية بهدف الحفاظ على التراث والاستمرارية وكونها تحمل شهادة جامعية لم يمنعها من مواصلة امتهان الحرفة، وتمنت أن تحذوا بناتها حذوها و يتعلمن الحرفة ليحافظن على هذا التراث لعائلاتهن وأولادهن. بحسبها رغم تنوع الأطباق وزحف المأكولات الغربية إلا أن الجزائري دائما يحن للمأكولات الشعبية التي تعبر عن أصالة أجداده.
من جانبها، أشادت الحرفية خميسي سعاد لما تقدمه أناملها، قائلة: « لست من النوع الذي يشكر نفسه من فراغ وإنما الشهادات والمراتب الأولى التي تحصلت عليها في مسابقات وطنية هي التي تعبر على مدى إعجاب الجميع بما أحضّره من مأكولات تقليدية شهية»، مشيرة إلى أنها تحصلت على المرتبة الأولى لأحسن طبق تقليدي في المسابقة الوطنية التي أقيمت بتاجنانت سنة 2013، وثاني مشاركة لها كانت بمسابقة عافية ونالت الجائزة الثانية في الطبخ التقليدي.
عن طريقة التحضير، قالت خميسي إنها تختلف من منطقة لأخرى ونظرا لتعدد أنواعها، بحسب كل منطقة، هناك الشخشوخة القسنطينية، الشخشوخة البسكرية والشخشوخة البوسعادية وشخشوخة الظفر.
قالت ان شخشوخة الظفر، عجينة من القمح اللين والملح والماء، ويتم عجنها بشكل جيد، ليتم خبزها كالكسرة، لكن يتم تحميرها قليلا فقط على الطاجين ثم يتم تفتيتها بالظفر لحبات صغيرة. ولا تكتمل «الشخشوخة» إلا بالمرق الذي سيوضع والذي يجب أن يكون باللحم، سواء كان لحم بقر أو غنم أو لحم دجاج، والذي عادة ما توزع قطع اللحم فوق «الشخشوخة» إلى جانب الحمص الذي يحضر مع المرق والبيض المسلوق الذي يحضر لوحده.
عن مستقبل طبق الشخشوخة ورواجه محليا ووطنيا، أكدت بأنها تبدع بالمطبخ الشعبي، رغبة منها في أن تحتفظ بأصالة الأطباق الجزائرية وتعرف بها زوار المنطقة، حيث أن كل من يتناول طبق الشخشوخة مرة واحدة يطلب طريقة تحضيرها وكل من أعاد الكرة بزيارة قالمة يطلب تحضيرها لهم، موضحة أن زبائنها يقدمون من مختلف مناطق الوطن سواء في إطار مهمة عمل أو رفقة العائلة، اقتناعا منهم ان الشخشوخة القالمية ألذ الاطباق وأكثرها منفعة غذائية.