لسنا وحدنا في جزيرة بل نعيش في عالم يجب أن نتفاعل معه
عاشت عاصمة الغرب الجزائري الباهية وهران، حدثا ثقافيا وحضورا عربيا بامتياز، يمثله عمالقة الفن السابع والتلفزيون العربي، إلى جانب حضور أوروبي بما أن المهرجان سيخلد مرور ٤٠٠ سنة على مرور الروائي ويليام شكسبير. أجواء منحت وجها ثقافيا وسحرا إبداعيا كانت ملامحه بادية للعيان منذ أن تزينت وهران بصور ضيوفها العرب، حيث ركز وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في كلمته خلال افتتاح مهرجان السينما العربية بوهران، في طبعته التاسعة على عدة نقاط مهمة وأساسية كانت بردا وسلاما على كل الحضور الذين تابعوها وفككوا ما بين سطورها.
ذكر ميهوبي بأنه بلا شك هناك من الحضور من زار الجزائر لأول مرة وهناك من يزورون وهران لأول مرة، والجزائر تسعد بزيارتهم خاصة وأنها تعيش مرحلة ما بعد الإرهاب، مرحلة الأمن والاستقرار ضمن السياسة الرشيدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، هذا الحرص جعل أصحاب الشأن الثقافي يعيدون تصوراتهم وينصبون على إعادة الوجه الحقيقي للسينما الجزائرية وهي التي مكنتنا ـ يضيف ميهوبي ـ من تحقيق طفرة في الحياة، «وهذا بفضل الأمان الذي ننعم به».
الأمان الذي هو أساس التنمية والدفاع وكل شيء في الحياة، واصفا أن الجزائر التي دفعت فاتورة قوية في مواجهة الإرهاب ومواجهة التطرف نجحت اليوم في أن تحقق هذا الوئام بين المبدعين العرب وبعضهم يعيش هذه المأساة والكابوس.
الجزائر التي تستدرك بكثير ما فاتها في السنوات السابقة، فإنها هيئت لنفسها الكثير من المنشآت والمرافق والصروح الثقافية الهامة التي لن تكون مجرد جدران وكراسي فقط، بل تراهن لتكون فعل ثقافي متواصل وستكون جسرا بينها وبين ثقافات العالم، لهذا فإن المهرجان عندما اختار عنوان الأخر، «هذا يعني أننا لسنا وحدنا في جزيرة بل نعيش في عالم يجب أن نتفاعل معه، العالم ينظر إلينا على أساس أننا مجتمعات متحجرة، مجتمعات منتجة للإرهاب ومنتجة للتطرف، يجب أن نرد على مثل هذه الأشياء بالأسلحة التي نمتلك وبالسلاح الناعم وهي الثقافة».
ميهوبي لم يخف حالة الانفلات التي مررنا بها وهي انقلاب كبير حدث في وعينا وفي فكرنا وفي مجتمعاتنا ولكننا نملك السلاح الذي نرد به، لذلك وجب علينا صناعة أفلام قوية للرد على الإرهاب، أفلام قوية في مواجهة التخلف، مواجهة الطائفية وفي مواجهة كل أشكال العنف والآفات التي تنخر جسم الأمة، السينما ـ كما يقال ـ فن الذاكرة وفن التاريخ والهوية وهي فن الأمل والمستقبل يمكن أن تعبر عن كل شيء من خلال السينما، فهي كما يقال الكتابة بالضوء، بمعنى بإمكاننا تحويل عمل روائي إلى عمل سينمائي نصنعه من ورق إلى ضوء وتفاعل كبير يقع بين المتلقي والعمل.