امتزجت الأطباق الفنية بمختلف أنواعها في سهرة مهربة من صيفيات الجزائر، وعبر ليلة صدحت فيها الحناجر، لتصنع مشهدا طربيا جميلا ومتميزا ، جعل الحضور يتجاوب معها بين التصفيق والرقص أحيانا ، أما المتعة فكانت القاسم المشترك لكل من حضر وتابع اختتام الأسبوع الثقافي لعميد الأغنية الشعبية الهاشمي قروابي .
الاختتام الذي شهده قصر الثقافة مفدي زكريا ليلة الخميس نشطته كوكبة من الفنانين الجزائريين من مختلف الأجيال والطبوع ، فصاحب أغنية الحراز لم يكن فنانا فقط بل كان مدرسة بكل ما تحمله الكلمة من معاني ، عبر رصيد خالد من العطاء والإبداع والغناء والانخراط في أمهات القصائد لأكبر الشيوخ والشعراء .
عرفت الليلة الأخيرة مزيجا من المديح الشعبي والمألوف لكل من الثلاثي الشاب سيد احمد دراجي وطارق عياد ويوسف بن يغزر، هذا الاخير صنع البهجة والفرجة وكانت المفاجأة خاصة مع بداية « خليتيني مهموم « التي افعلا كانت فسحة جمالية جالت ارجاء القاعة وتركت روح الفقيد حاضرة بقوة ، ناهيك عن اغنية أخرى هي ايضا صنعت تميزها « مانزيد نتلفت من ورايا» .
كما ابدعت المطربة نادية بن يوسف وتألقت معها جماهير القاعة التي غصت عن اخرها خاصة ذلك المديح الذي شمل ديوانه « كل نور من نور الهاشمي أكمل « لتصول وتجول بأسماع الحضور إلى تلك الأغنية الرائدة والخالدة لجوهرة الغناء الشعبي قروابي وهي رائعة « بيني وبين حبي « ثم يكون للمطرب العنابي « ديب العياشي حضه هو الاخر من الابداع .إضافة الى الفنان جمال علام
أحدثت اغنية «اشوفو شوفوا الكافرة بالله « التي أبدع في غنائها الشاب انور وعزفت مقاطعها الاوركسترا الموسيقية بقيادة المايسترو خير الدين ميكاشيش الكثير من الحماسة والتجاوب خاصة مع العائلات التي حضرت رفقة افرادها هذه الليلة المهربة من ليالي الجزائر الفنية ، وهي تحيي ذكرى رائد الاغنية الشعبية المايسترو الهاشمي قروابي
هذا وقد عرفت الأمسية التي ماقبلها والمنظمة في إطار الأسبوع الثقافي الهاشمي قروابي- تألق جوقي «لريام» النسوي و»لبارح» الرجالي التابعين للجمعية الثقافية الهاشمي قروابي حيث أمتع فنانوهما جمهور قصر الثقافة بباقة من أجمل ما أبدع الراحل قروابي من قصايد وأغاني قصيرة. مع الفنان البجاويالشاب طارق عياد -الفائز بجائزة الهاشمي قروابي الوطنية طبعة 2015- حيث أحسن هذا الصوت الواعد في أداء أغنية «كيفاش حيلتي يا ناسي» على طريقة الفنان الراحلوقد اجمع الكثير من الحضور الذين التقتهم « الشعب « على شخصية الفنان قروابي المعطاءة و مكانته في سماء الاغنية الشعبية التي اختارها عن حب وقناعة مما جعله يبدع في أدائها ومحافظا على مكانتها الوطنية والعالمية وخير دليل على ذلك تقول السيدة ك. رحيمة وهي طبية أن غناء الهاشمي قروابي مازال خالدا ومتداولا بين الفنانين والشباب وهذا ما يفسر أن الفقيد كان ذاكرة جماعية للفن الجزائري وليس مطربا عابرا فقط لتضيف أن قروابي خلف وراءه «تراثا فنيا كبيرا أحبه الصغار والكبار في الجزائر وخارجها .