الطرف الإسباني: سننقل خبرتنا في المدن الأوروبية للجزائر
وقعت ولاية الجزائر، أمس، اتفاقية شراكة مع اسبانيا لإنشاء مؤسسة مختلطة تتولى ضبط وتسيير حركة المرور بالعاصمة، وستعتمد نظاما تكنولوجيا ذكيا يشتغل على تدفق السيارات والتحكم في الإنارة العمومية، ويمكن أن ينتقل المشروع بشكل تدريجي إلى ولايات أخرى.
باشرت مصالح النقل بالجزائر العاصمة، في الاشتغال الفعلي على إحدى أكبر المعضلات التي تواجهها منذ سنوات، والمتمثلة في الاختناق المروي اليومي الذي تشهده معظم الطرقات والمداخل الرئيسية.
ولوضع حلول ناجعة، اختارت إقامة شراكة مع مؤسستين اسبانيتين تملكان خبرة محترم في سير المركبات في كبريات المدن الأوروبية، ووقعت أمس، اتفاقية إنشاء الشركة المختلطة والتي سميت « مؤسسة التنقلات والإنارة للجزائر».
الوزير بوجمعة طلعي، طالب بالتعجيل في الشروع في العمل الميداني، وقال أثناء إشرافه على مراسيم التوقيع رفقة السفير الاسباني، « ليس لدينا وقت، وعلينا أن نسرع في اختيار المناطق ذات الأولية لتطبيق النظام الجديد».
وأفاد طلعي، أن المؤسسة المختلطة ستتولى تسيير المرور أوتوماتيكيا عبر تكنولوجيا حديثة، واعتبر أن أهمية تكمن كذلك في نقل الخبرة والتكوين للتقنيين الجزائريين، مؤكدا أن هذا النظام المتطور سينقل إلى المدن الجزائرية الكبرى.
وعن تفاصيل اتفاقية الشركة، أوضح مدير النقل بالعاصمة، رشيد وزان أنها تمت بين مؤسستين تابعتين للولاية الجزائرية مع شركتي إندرا وسيسي الاسبانيتين وفق قاعدة 49/51، وسيتكفل الطرف الإسباني ب70 بالمائة من أعباء المشروع و30 بالمائة للطرف الجزائري.
وعن سير العملية، أكد وزان أن نظام ضبط وتسيير حركة المرور بالعاصمة، يعتمد على التكنولوجيات الحديثة، ويقوم بجميع كافة المعلومات عن حالة الطرقات عبر الكاميرات والهزات المغناطيسية الموجودة تحت الأرض، ليتولى بعدها عملية التسيير الآلي لفك الاختناق باستخدام الإشارات الضوئية والبث الإذاعي والانترنت (الجيل 3) لتنبيه أصحاب المركبات عن أفضل المسالك.
وقال المتحدث، أن طرقات العاصمة ستقبل يوميا مليون و423 ألف مركبة يوميا، سيسمح النظام على تنظيم حركتها خلال 24 شهرا من التخطيط والانجاز، وستسند للطرف الجزائري أشغال الهندسة المدنية والصيانة الفورية للطرقات والتدخل في حالات الكوارث الطبيعية.
النظام الجديد، سيسير طرقات العامة من مركز رئيسي يجري انجازه حاليا بالقبة وكذا مركز ثانوي يتم اللجوء إليه في حالة وقع الأعطاب الاضطرارية.
من جانبه، قال نائب رئيس شركة «إندرا» الاسبانية، فرانسيسكو خيمينيز، لـ»الشعب»، أن المؤسسة المختلطة ستشرع في مهامها بشكل فوري استجابة لطلب وزير النقل بوجمعة طلعي، وأوضح أن البداية ستكون بمسح شامل لحركة السير بالعاصمة وإجراء الدراسات الطبوغرافية لمباشرة وضع الأجهزة اللازمة.
وأفاد بأن النظام سيعمل بشكل آلي من غرفة عمليات تقنية، تلتقط المعلومات بشكل آني عبر مراكز المراقبة، مشيرا إلى نجاحه في عدة مدن أوروبية على غرار روسيا والعاصمة الاسبانية مدريد وكذا مدينة خيخون.