تشتهر ولاية سيدي بلعباس بغطائها النباتي الهام الذي تزيد نسبته عن 40 بالمائة من المساحة الإجمالية ،الأمر الذي يصنفها ضمن الولايات الرائدة في مجال السياحة الإيكولوجية ،هذه الأخيرة التي تعد الركيزة الأساسية للنهوض بقطاع السياحة محليا بالإعتماد على الإستثمار في هذا المجال وخلق مساحات توسع سياحي تضم غابات ومحميات طبيعية.
وتعد غابة «العطوش» من أشهر هذه الغابات وأكثرها جذبا للسياح حيث تقع على بعد حوالي 15 كلم عن عاصمة الولاية بمساحة إجمالية تصل إلى 380 هكتار على إرتفاع 1061 م عن مستوى سطح البحر وقد حدد الموقع كمنطقة للتوسع السياحي ومحمية طبيعية مهيئة لاستقبال المشاريع السياحية ،حيث تقصدها يوميا العشرات من العائلات للإستمتاع بطبيعتها الخلابة وهوائها العليل بعيدا عن حرارة المساكن وصخب المدينة، خاصة مع توفر الأمن أين تجد العائلات ضالتها في بناء الخيم وتحضير الوجبات في الهواء الطلق أما الأطفال فتشكل المساحات الغابية لهم فضاءا مفتوحا للعب والترفيه،في حين يجعل الشباب من الغابة مكانا لممارسة هواياته المتمثلة في صيد أنواع مختلفة من العصافير والطيور المغردة التي تتردد بشكل كبير على المنطقة.
وفي الجهة الجنوبية للمدينة تقع غابة «بوحريز» على بعد كيلومترات عن بلدية «تنيرة» وهي المساحة الغابية التي تم إخضاعها لعملية تهيئة واسعة مست حوالي 10 هكتارات لتتحول إلى فضاء للترفيه والتنزه تقصده العائلات لقضاء ساعات وسط أحضان الطبيعة خاصة خلال الفترات المعتدلة أين تكتظ بالوافدين الذين ينصبون الخيام طيلة يوم كامل للتمتع بمميزاتها وإستنشاق هوائها العليل والإستماع إلى زقزقة عصافيرها وعرير صراصيرها، والتمتع برائحة أشجارها وأعشابها ،خاصة مع توفر بعض المرافق التي تم تشييدها بالمنطقة وكذا توفر الأمن بشكل يومي .
ومن الغابات الشهيرة أيضا بالمنطقة غابة سد «صارنو» التي تقع على مساحة تزيد عن 432 هكتار وتعد منطقة للتوسع السياحي بالولاية طبقا للمرسوم التنفيذي الذي ينص على استغلال السدود في نشاطات رياضية وثقافية، حيث يجلب هو الآخر عددا معتبرا من الزوار وطالبي الراحة والإستجمام من العائلات وحتى الرياضيين الذين يجدون ضالتهم في ممارسة الرياضة وسط جو طبيعي يسوده الهدوء والتركيز ما يساعدهم على التحضير الجيد لمختلف منافساتهم الرياضية.
وبشرق الولاية وبمحاذاة بلدية سفيزف تعد غابة «عين القرمود» متنفسا حقيقيا لسكان المنطقة والمناطق المجاورة لها حيث تشهد توافدا منقطع النظير للعائلات الباحثة عن الراحة والهدوء وكذا قبلة حقيقية للرياضيين لممارسة هواياتهم كالجري وغيرها من الانشطة الرياضية، فضلا عن إختيارها كموقع ترفيهي لممارسة مختلف الأنشطة المخصصة للأطفال المستفدين من خرجات مديرية الشبيبة والرياضة ومختلف الجمعيات .
هذا وتنتشر أيضا بالولاية عديد المساحات الغابية التي أضحت قبلة سياحية للسكان على الرغم من عدم تصنيفها على غرار غابة «النواورة» التابعة لبلدية حاسي دحو وهو الموقع الذي أضحى مزارا للعشرات من العائلات التي إعتادت على تمضية ساعات طويلة في أحضانه ، فضلا عن غابة «الموكسي» ببلدية بلعربي والتي تعد هي الأخرى غابة سياحية بامتياز يقصدها سكان البلدية وكذا المسافرين المتجهين إلى الولايات الجنوبية كسعيدة، البيض ،وبشار لأخذ جزء من الراحة وتناول وجبات الغذاء تحت ضلال أشجار الصنوبر بمحاذاة الطريق الوطني رقم 92 ،الأمر الذي يتطلب وضع مخطط سياحي هادف وفعال لإستغلال هذه المساحات الغابية وتحويلها لمناطق توسع سياحي تساهم وبشكل كبير في إنعاش السياحة الداخلية والمساهمة في التنمية المحلية.