أكّد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، خلال زيارة عمل وتفقد إلى ولاية وهران، أن المفاوضات بين الجزائر وفرنسا، لا تزال جارية بشأن 2000 مفقود جزائري، خلال الفترة الاستعمارية.
أوضح زيتوني، خلال تصريح صحفي أنّ زيارته الأخيرة إلى فرنسا، أثمرت بتشكيل عدة لجان، تضم في عضويتها، ممثلين عن العديد من الوزارات، ذات العلاقة بموضوع المفقودين الجزائريين، خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر.
تعكف هذه اللجان، على إعداد الملفات الخاصة بعملية التفاوض التي شرع فيها منذ مدة وأدت إلى إحصاء 2.000 مفقود، ناهيك عن عديد الملفات الأخرى، في إشارة منه إلى الأرشيف الوطني الموجود بفرنسا ودفع التعويضات اللازمة لضحايا التجارب النووية في الصحراء الجزائرية.
وفي هذا السياق، قال الوزير موضحا، أن المفقودين، هم الذين كانوا في سجون المستعمر الفرنسي ومعتقلاته، واختفوا أو أولئك الذين اختفوا، بعد استدعائهم من طرف الشرطة أو الدرك الفرنسيين.
كما أشار زيتوني إلى الأبحاث مستمرّة مع الطرف الأخر للكشف عن الأماكن ومواقع المقابر الجماعية التي اقترفتها فرنسا في حق الجزائريين آنذاك، عبر الوطن، وهذا في انتظار الرد والخروج بنتيجة ايجابية، وفق نفس المتحدّث.
أما فيما يخص قضية إعادة جماجم المقاومين الجزائريين الذين استشهدوا في بداية الحقبة الاستعمارية الفرنسيةّ، من الذين يحتفظ برفاتهم في متحف «الإنسان» في العاصمة باريس، فقد أعلن وزير المجاهدين عن وجود اتصالات مع الجانب الفرنسي، بخصوص إسترجاعها ودفنها في مقابر الشهداء.
وأبرز الوزير بأنّ هذه القضية حاليا في مرمى الجانب الفرنسي، معتبرا أن الجماجم ـ حسب الجانب الفرنسي - تدخل في التراث الفرنسي، وتحتاج إلى تغيير القانون للتمكن من استرجاعها، إلا أنّ هذا الفعل عند الوزير «دليل على بشاعة الاستعمار ووصمة عار في جبين فرنسا التي تتغني بالديمقراطية وحقوق الإنسان»، فيما اعتبر مساندة الجزائر لقضايا التحرر في العالم موقفا ثابتا ولا رجعة فيه، في إشارة منه لمساندة الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
بمركز الانتربولوجيا الثقافية والاجتماعية كانت للوزير مداخلة في الملتقى الوطني حول «الثورة التحريرية بالمنطقة التاريخية الخامسة « بمناسبة مرور 60 عام على معركة الغوالم الشهيرة ببلدية طفراوي،حيث نوه بالدور البطولي الكبير الذي لعبته الجهة الغربية من الوطن، خلال الثورة التحريرية وحادثة الهجوم على البريد المركزي بوسط مدينة وهران وأبطالها من الشهداء، أمثال المرحوم آيت أحمد ورئيس الجمهورية السابق المرحوم احمد بن بلة وحمو بوتليليس وغيرهم.
مناسبة وجود وزير المجاهدين بولاية وهران، كانت فرصة لتكريم عدد من المتفوقين الأوائل في مختلف الشهادات التعليمية بالولاية، بالإضافة إلى عدة نشاطات أخرى.
كما أشرف أيضا على تدشين المعلم التاريخي المخلد لذكرى معركة سيدي غالم، ببلدية طفراوي، التي شهدت أكبر معركة بين الجيش الفرنسي ومجاهدي المنطقة بتاريخ 18 جويلية 1956، خلفّت 15 شهيدا، أينما تكبد العدو 100 قتيل جندي ومئات من الجرحى، ناهيك عن سقوط طائرتين مقنبلتين.