شكلت مبادئ الثورة الجزائرية محطة لتقييم النضال على مستوى القارة الإفريقية خلال الاحتفال باليوم العالمي للرمز، نلسون مانديلا، الذي نظمته بلدية الجزائر الوسطى بالتنسيق مع سفارة جنوب إفريقيا بالجزائر، حيث أجمع باحثون ومختصون أن قيما نضالية مشتركة تجلت في الزعيم التاريخي استلهما من كفاح الشعب الجزائري.
رغم كل مبادئ السلام التي تحلى بها دعاة السلم في إفريقيا إلا أن بعض أعمال العنف والتطرف لا تزال قائمة في بعض الدول، بهذا التساؤل استهلت السيدة «لارا شوات» المستشارة بسفارة جنوب إفريقيا ببلادنا مداخلتها في اليوم العالمي لنلسون مانديلا الموافق لـ18 أوت من كل سنة، مؤكدة أن نضال الرمز التاريخي نسلون مانديلا كان نابعا من قناعته في التصدي لدعاة الاستعمار، قائلة أن مانديلا لم يهب حياته لبلده فحسب ولكن وهبه لكافة شعوب إفريقيا.
اعتبرت المتحدثة في كلمتها بمناسبة إحياء اليوم العالمي للرمز الذي أحيته سفارة بلادها بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى بالمركز الثقافي العربي بن مهيدي بالعاصمة أن زيارة ما نديلا إلى الجزائر سنوات الستينيات كانت محطة هامة في تاريخ تحول الكفاح، حيث اعتبر «ماديبا» أن الاستعمار الفرنسي لا يختلف عن نظام «الاباراتيد»، داعية إلى ضرورة الاستلهام من أفكاره لمواجهة التطرف الحاصل في عدة دول على غرار فرنسا وأمريكا وغيرها.
بدوره قال اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد أن مانديلا كان صديقا للثورة الجزائرية التي نهم من شخصياتها الكبار على غرار ديدوش مراد الذي كان يدعو للحفاظ على ذاكرة الأمم، مشيرا إلى أن العالم يواجه في القوت الحالي أزمات لم تكن إطلاقا ، لو اعتبر القادة دروس الماضي لزعماء التحرر، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على الذاكرة، قائلا أن فكر «ماديبا» أنتج شخصيات تحررية عديدة على مستوى القارة السمراء.
تمثل أفكار الرمز نلسون مانديلا ضد نظام الابارتيد القمعي صورة أخرى لمبادئ الثورة الجزائرية التحررية التي تجلت في كفاحه حسبما تطرق إليه الدكتور إسماعيل دبش، مؤكدا أن النظام الاستعماري الفرنسي لم يختلف كثيرا عن نظام الابارتيد في جنوب إفريقيا هذه الخيرة التي اختارت كفاح السلام، في حين اختار قادة ثورتنا الكفاح المسلح ضد العدو الفرنسي.
وفي هذا الخصوص قال الدكتور عبد الوهاب مرجانة عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أن مانديلا استلهم أفكاره التحررية السلمية من الزعيم الهندي «مهاتما غاندي»، والجزائر كانت بالنسبة له قبلة الثوار في العالم ومنهم شغيفارا، موضحا أن اليوم العالمي لنسلون مانديلا الذي يحتفل به العالم أصبح رمزا للتحرر في كل بقاع المعمورة.