تقليص الواردات بـ30 مليار دولار في غضون 2020
وقعت الجزائر وأندونيسيا اتفاقا بـ4.5 ملايير دولار لإنجاز مصنعين لتحويل الفوسفات ومشتقاته بمنطقتي وادي كبريت لسوق أهراس وحجرة السود بسكيكدة، على أن يدخلا مرحلة الإنتاج في 2019، وهذا بالقاعدة الاستثمارية ٤٩ / ٥١.
تستكمل اليوم الجزائر العقود الاستثمارية الخاصة بقطاع الفوسفات بإمضاء اتفاقية مع الشريك الفرنسي «رويي» لإنجاز مصنع بمنطقة العوينات بتبسة، الذي سيقوم بالتحويل الكيميائي للفوسفات باستثمار يقدر بـ500 مليون أورو، وهو ما يجعل صناعة الفوسفات تستفيد من استثمارات بـ5 ملايير دولار سترفع قدرات الإنتاج الوطني من 1 إلى 10 ملايين في 2019 على أن تصدر كميات كبيرة إلى الخارج.
وكشف عبد السلام بوشوارب وزير الصناعة والمناجم، أن هذه المشاريع ستوفر أكثر من 16 ألف منصب عمل، موضحا بأن المفاوضات مع العملاق الأندونيسي،استمرت لأكثر من سنة ونصف وكللت بالنجاح، مشددا في كلمة ألقاها بمناسبة امضاء الاتفاقية بين المؤسسة الأندونيسية «أندوراما» على ضرورة احترام آجال الإنجاز، لأن رهانات الجزائر الاقتصادية لا يمكن أن تتعطل خاصة في ظل التحولات الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية التي تتميز بكثرة الأزمات المالية والاقتصادية.
وأدمج المسؤول الأول عن قطاع الصناعة والمناجم في الجزائر، هذه العقود الاستثمارية في خانة تنويع الاقتصاد، وبحث عن بدائل تمويلية خارج المحروقات، حيث ستصبح الجزائر بموجبها ثالث قوة إفريقة في إنتاج وتصدير الفوسفات، وتم اختيار الشريك الأندونيسي بالنظر لما له من قدرات في التسويق والتعريف بالمنتوج، حيث ينشط حاليا في 30 دولية بمختلف قارات العالم ومنه ضمان أسواق للجزائر في أقرب الآجال.
وبرر بوشوارب التأخر في إيجاد شركاء أجانب في مختلف الصناعات المنجمية والقطاعات الأخرى بالمؤامرات التي كانت تحاك ضد الجزائر من قبل قوى خارجية كانت تسعى لخلق البلبلة لتقديم صورة سيئة عن الجزائر، ومنه تسويد صورتها عند مختلف المستثمرين الأجانب، وقال «هناك أطراف لن تكون سعيدة بسماعها توقيع الجزائر لعقود استثمارية خاصة مع الأجانب».
وستتمكن الجزائر من زيادة قدراتها في إنتاج الأمونياك والحمض الفسفوري والأسمدة وغيرها من مشتقات الفوسفات، وهو ما سيجعل الجزائر تعاود التموقع في مختلف الأسواق العالمية مستقبلا. وأوضح بوشوارب بأن شرق البلاد سيصبح قطبا منجميا بامتياز.
وثمن الوزير بالمقابل التجربة الأندونيسية في هذا المجال والتي ستمكن الطرف الجزائري الاستفادة من الخبرات التكنولوجية واكتشاف الطرق الجديدة في مختلف مراحل الانتاج، بالإضافة الى عمليات الصيانة وحماية البيئة، داعيا الشركات الأندونيسية إلى ولوج الاقتصاد الوطني خاصة وأنها تمكنت من الرقي بالاقتصاد الأندونيسي إلى الصف الـ16 وسينتقل بعد 10 سنوات إلى الصف العاشر، في ظل الدينامكية الكبيرة التي يعرفها.
وحذر في سياق متصل من مغبة عدم احترام الآجال حتى قال «أنا رأسي معلق بنجاح المشاريع وإنجازها على مساحة 300 هكتار».
وأكدت سفيرة أندونيسيا بالجزائر أنها ستسعى جاهدة لجلب مؤسسات أخرى وتعريفها بالإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها الجزائر خاصة في الصناعة المنجمية، والسوق الجزائرية التي قالت بأنها ملتقى أسواق العالم من خلال توسطها مختلف القارات.
من جهته، أكد رئيس مجمع «أندوراما» عن سعادته باكتشاف الأعمال في الجزائر واعدا بإنجاز المشاريع في وقتها والرقي بصناعة الفوسفات على غرار ما تم إنجازه في السنغال ونيجيريا، مثمنا دعم السلطات الجزائري للشركاء الأجانب وتسهيل ولوج عالم الاستثمار، مشيرة إلى إمكانية توسيع الشراكة الجزائرية الأندونيسية إلى مجال البتروكيماويات في ظل توفر الجزائر على المادة الخام في هذا المجال.