يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستمرار على الادعاء بتطور العلاقات الإسرائيلية العربية، وأن هذه العلاقات قد تطورت بعد ظهور أعداء مشتركين يهددون الجميع، وأعاد نتنياهو هذا الادعاء في كلمة له أمام حفل تخريج طلاب في كلية الأمن القومي في إسرائيل.
حيث تحدث عن وجودد (ثورة في علاقات إسرائيل مع دول عربية مهمة)، وأن تلك الدول (باتت تدرك أن إسرائيل ليست عدوا لها)، مضيفا (.. كنا ندعي بأن حل الصراع مع الفلسطينيين يمكننا من الوصول إلى سلام مع العالم العربي، لكن أعتقد أن هناك فرصة للعمل بشكل عكسي، وأن التطبيع وتطوير العلاقات مع العالم العربي، يمكن أن يساعدنا في التقدم نحو سلام مستقر أكثر مع الفلسطينيين).
تؤكد الوزارة أن نتنياهو يسعى من خلال حديثه عن تقدم في العلاقات مع العالم العربي إلى توجيه رسائل سياسية إلى أكثر من جهة، فمن ناحية يرغب في أن يظهر للداخل الإسرائيلي أنه يحقق الانتصارات والإنجازات الدبلوماسية، وأن حكومته لاتعاني من أية عزلة، رغم حالة الجمود التي تعيشها عملية السلام، كما يحاول نتنياهو الترويج بأن السلام من خلال البوابة الإقليمية مازال ممكنا بهدف قطع الطريق على جهود السلام الدولية، وإعطاء الانطباع أنه يبحث عن فرص ومخارج تسمح بعودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من خلال البوابة العربية، وهو بالتالي يعكس إطار تنفيذ مبادرة السلام العربية، ويخرجها عن شكلها الحالي.
تؤكد الوزارة أن هذا التوجه الذي يفصح عنه نتنياهو بين الفينة والأخرى خطير للغاية، حيث أنه يدعو للتطبيع مع العالم العربي، بينما تعمل حكومته وأذرعها المختلفة على تمديد عمر الاحتلال، وتهويد الأرض الفلسطينية، وضرب مقومات وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة.