بعد أن يئس سكان بلدية سرايدي بعنابة، من عودة الحياة إلى المصعد الهوائي، الذي يعد من أنجع وسائل النقل لقاطني تلك المنطقة، لا سيما التلاميذ والطلبة في فصل الشتاء مع تساقط الثلوج، قررت أخيرا السلطات الولائية إعادة تهيئة وتأهيل «التليفريك» المتوقف عن النشاط منذ ما يقارب العامين.
ناشد سكان سرايدي المسؤولين لأجل إعادة بعث الحياة لـ»التليفريك» الذي يعرف شللا تاما منذ فترة طويلة، بسبب عطب تقني أصاب كوابل الكهرباء والمحركات الرئيسية، ليبقى على حاله بسبب تكاليف الصيانة، والتي قدرتها المؤسسة العمومية للنقل الحضري آنذاك بـ2 مليون دينار جزائري حالت دون إعادة تشغيله.
وأفاد مصدر مطلع لـ»الشعب» أن إعادة تأهيل المصعد الهوائي ستنطلق في القريب العاجل، على أن يتم الانتهاء منه مع نهاية السنة الجارية ليكون تحت خدمة سكان بلدية سرايدي، وأشار مصدرنا إلى أنه تم في السابق الاستنجاد بمؤسسة فرنسية
«أومافاسكي»، والتي اشترطت مستحقات مالية ضخمة قدرت بـ ٢٠ مليون دينار لتجديد الأجهزة والكوابل التي تعرضت للتلف، حيث لم تتمكن مؤسسة النقل الحضري من دفع تكاليفها بسبب ضائقة مالية كانت تمر بها، على اعتبار أن المداخيل السنوية للتليفريك لا تغطي نفقات الصيانة وأجور العمال، وهو ما أدى إلى تأخر تهيئة المصعد الهوائي في أوانه.
وقد تم الاتفاق مع شركة أجنبية جزائرية تضم أكثر من 40 إطارا مختصا في مجال الصيانة، لأجل الانطلاق مباشرة في صيانته، وإعادة بعثه من جديد، لاسيما وأنه يساهم في نقل أكثر من 2000 مواطن، ناهيك عن تكتيف الحراسة بسبب تعرض كوابله الكهربائية للسرقة من طرف عصابات مجهولة، حيث كانت تسجل المصالح سرقة ما يقارب 300 متر من الكوابل، بخسارة تقدر بـ200 مليون سنتيم، ناهيك عن مبالغ الصيانة التي تتكبدها الإدارة، والمدة الزمنية التي يأخذها طلب صناعة كوابل المصعد الهوائي كون الشركة المصنعة له أجنبية، بالإضافة إلى سعرها الباهظ.
وسيمكن إعادة تأهيل وتهيئة الخط الرابط بين سرايدي ـ عنابة من فك الخناق على سكان بلدية سرايدي، والذين ينتظرون تشغيله بفارغ الصبر على اعتبار أنه وسيلة نقل أساسية وضرورية بالنسبة لهم، بسبب شبه غياب لحافلات النقل وسيارات الأجرة التي ترفض اجتياز الطريق الجبلي، الذي ينعزل كليا في فصل الشتاء بسبب التساقط الكثيف للثلوج بأعالي جبالي الإيدوغ، وانقطاع الطرق الرئيسية والفرعية نتيجة إنجراف الأتربة ما يستغرق وقتا طويلا لإصلاحه، حيث أن التيلفريك يختصر الوقت والمسافة.
وتجدر الإشارة أن وسيلة التنقل هذه هي ذات طابع سياحي متكونة من 62 عربة لنقل المسافرين، على مسافة 4 كيلومترات لمدة 15 دقيقة فقط بين بلديتي عنابة وسط ـ سرايدي قبالة أعالي الولاية، ويوظف 49 عاملا.