طباعة هذه الصفحة

مشاكل مالية أثرت على برنامج توزيع السكن بمعسكر

الوالي يخـاطب المقصيـين مـــن الترحيـل: افضحـوا الانتهـازيين وسيتـم ترحيلكـــم

معسكر: أم الخير.س

تواجه السلطات الولائية بمعسكر مشكلا حقيقيا قد يقوض جهودها نحو تحقيق الشفافية والعدالة الاجتماعية في توزيع السكنات العمومية الاجتماعية، خاصة في نمط السكن الهش الذي يخضع لترتيبات استثنائية يتم بموجبها منح سكن لائق مقابل سكن يتم هدمه، الأمر الذي لم يتحقق في المحمدية على مستوى عمارات قديمة اقتحمتها بعض العائلات للظفر بالسكن فضلا عن العشرات البنايات المهددة بالانهيار التابعة لمصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري بعاصمة الولاية معسكر، التي ما تزال تنتظر إجراء الهدم الآمن والاستفادة من أوعيتها العقارية، بالإضافة إلى العجز المالي المسجل لدى ديوان الترقية والتسيير العقاري، الذي أخر من تسليم عدة ورشات لمشاريع سكنية عبر تراب الولاية.

وبالرغم من أن السلطات التنفيذية قد حققت جزءًا هاما من رهاناتها في مجال السكن إلا أن الأزمة المالية التي ألقت بضلالها مؤخرا على قطاع السكن قد تعرقل تنفيذ برنامج توزيع السكن وفق الرزنامة التي وعد بها والي الولاية المواطنين قبل الشهر الكريم، بالنظر إلى وتيرة الأشغال البطيئة على مستوى المشاريع السكنية التي تشرف عليها غالبا المؤسسات الأجنبية خاصة الصينية التي أظهرت مخاوفها جليا من تأخر تسوية وضعياتها المالية.
يحدث ذلك على مستوى المشاريع السكنية بعاصمة الولاية التي بلغت نسبا مثالية من الإنجاز وتوقف بعضها نسبيا عند الأشغال الثانوية داخل السكنات، على غرار أشغال النجارة والترصيص الصحي وغيرها، فضلا عن أشغال التهيئة الخارجية لمحيط المواقع السكنية التي تعد حقا حجر عثرة أمام تسليم السكنات المبرمجة لنمط العمومي الايجاري، في الوقت الذي يشتكي ديوان الترقية والتسيير العقاري من عجز مالي حقيقي لاستكمال الرتوشات الأخيرة والإفراج عن برامجه السكنية.
وأمر والي معسكر في آخر خرجة ميدانية له لمعاينة الورشات السكنية بالقطب الحضري الجديد في المحمدية بدراسة إمكانية إعداد تركيبة مالية تمكن من استكمال أشغال التهيئة الخارجية بهذا القطب الذي يستعد لعملية توزيع سكن نوعية تشمل توزيع أخر الحصص السكنية في نمط العمومي الإيجاري المكونة من 2157 وحدة مع نهاية السنة الجارية بعد أن تقرر توزيع 915 وحدة ستوجه للقضاء على السكن الهش بالمحمدية مع مطلع الدخول الاجتماعي ، في الوقت الذي تم فيه قبل فترة قصيرة توزيع 956 سكن اجتماعي في القطب الجديد بالمحمدية منها 366 وحدة وجهت للقضاء على البناءات الهشة في حي القوادرية والتي أثارت احتقانا لعدة أسابيع بسبب تأخر ترحيل وإعادة إسكان حوالي 100 عائلة تشغل عمارات مصنفة في الخانة الحمراء وسط مدينة المحمدية.
 وتحفظت السلطات الولائية بمعسكر عن ترحيل تلك العائلات بسبب عدة تجاوزات سجلت في شأن وضعيتهم منها استغلال العشرات من العائلات الفوضى والاحتجاجات التي شابت عملية ترحيل ساكني البيوت الهشة والتموقع فيها وحالت دون عملية الهدم أو ترحيل باقي السكان.
وأوفدت السلطات بمعسكر لجنة ولائية لإجراء إحصاء ثان من نوعه لهؤلاء السكان، ولصعوبة المهمة أجاب والي معسكر العفاني صالح على تساؤلات العينة التي تعذر ترحيلها إلى القطب الحضري الجديد بالمحمدية بسبب اجتياح مقربيهم للسكنات المقرر هدمها بالقول «افضحوا الانتهازيين وسيتم ترحيلكم».
ويتم حاليا إعادة إحصاء العائلات التي لم يتم ترحيلها بالاستناد إلى عمليات الإحصاء السابقة، حيث يتعلق الأمر بترحيل 100 عائلة قبل أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من ذلك بسبب استغلال بعض العائلات فرصة وجود أقاربهم في بعض البنايات الهشة حتى يتمكنوا من الظفر بالسكن في القطب الحضري الجديد.
وفي البرنامج الترقوي بالقطب الحضري الجديد في المحمدية ما تزال الأشغال بمشروع 400 وحدة ترقوية مدعمة يراوح 50 بالمئة بعد توقف الأشغال، فيما يرتقب الإفراج عن 60+36 وحدة ترقوية ضمن برنامج 250 وحدة تابعة للديوان الترقية والتسير في أوت المقبل، في الوقت الذي تتوجه فيه مصالح مديرية السكن إلى فسخ العقد مع بعض المقاولات المتأخرة في إنجاز 200 وحدة ترقوية بالقطب بسبب توقف الأشغال بها ومعضلة تبادل الاتهامات بين المكتتبين والمرقين العقاريين.
.. وقافلة تحسيسية لترسيخ ثقافة بيئية
يشرف مدير الحماية المدنية لولاية معسكر، المقدم شهب العين محمد، على إطلاق قافلة تحسيسية وتوعوية لتدارك الوضع البيئي بمدينة سيڤ التي انطلقت منها، أمس، المبادرة تحت شعارات «صحتك تبدأ باحترام مواقيت رفع النفايات» و«التنمية تبدأ بمواجهة الأخطار الطبيعية والتكنولوجية لاسيما حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية وحوادث المرور والإنقاذ في المسطحات المائية»، وفق بيان عن مصالح الحماية المدنية تناول الأهداف المسطرة من المبادرة المٌنْصَبَة في ترسيخ ثقافة الحفاظ على البيئة والمحيط  والحفاظ على مصادر الاقتصاد الوطني وكذا التقرب من المواطن لخلق جو من التعاون والتضامن.
يشارك الرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية المنصب مؤخرا في القافلة التحسيسة التي ستجوب أحياء مدينة سيڤ للتعريف بالمهام المنوطة بهذا الجهاز ودور المواطن في التقليل من الحصيلة التي تسجل كل سنة كونه شريك فعال في المعادلة، وشمل تنظيم المبادرة إقامة مخيم في مدينة سيڤ وتوزيع مطويات على المواطنين على أن تعمم المبادرة على مستوى باقي المدن وبلديات ولاية معسكر.