أكد رئيس الجمعية الجزائرية لترقية وحماية المستهلك معمر بوشقيف لـ «الشعب»، أن موائد الجزائريين ومحلات الفاست فود والبيتزيريا والمرطبات في فصل الحرارة بالخصوص، تحتوي على إضافات غذائية تسمى «الزيوت المهدرجة، تؤدي إلى الإصابة بالأمراض السرطانية والجلطات الدماغية والاضطرابات في المعدة والزهايمر، لأنها مواد مصنعة تركيبيا على أيدي كيميائيين وليست طبيعية.
قال معمر بوشقيف، أن هذه المواد تصبح واسعة الاستعمال كلما حلت المناسبات الدينية مثل عيد الفطر وفصل الصيف والأعراس، لأنها تستعمل في صناعة الحلوى والمثلجات، ونجد في الغالب تلك الزيوت أو الدهون المهدرجة في «البسكويت والشيبس رقائق البطاطا المقلية والسمن النباتي المرغرين، الأطعمة السريعة، البيتزا، الحلويات والحلوى والمثلجات..
وأضاف رئيس الجمعية أن الجزائريين يستهلكون كمية كبيرة من المواد الغذائية والأطعمة التي تحتوي زيوتا أو دهونا مهدرجة كمضاف غذائي في مكوناتها دون شعور لخطورتها على صحتهم، حيث يموت الآلاف من الأشخاص في الجزائر جراء أمراض ناتجة عن استهلاك هذه المواد.
عن ماهية هذه الزيوت المهدرجة ـ يقول محدثنا ـ بأنها عبارة عن زيوت نباتية يتم تسخينها بدرجة حرارة عالية وتحت ضغط عالي يتم إضافة الهيدروجين لتتحول من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة.
تستعمل الزيوت المهدرجة بكمية كبيرة في صناعة الكثير من المواد الغذائية والأطعمة المحضرة التي نجدها تباع في الأسواق وهذا للفائدة التي تقدمها للصناعيين الذين يجنون من وراء ذلك أرباح وفوائد كبيرة على حساب صحة المستهلك، فالزيوت النباتية المهدرجة تعتبر أقل تكلفة بالنسبة للصناعيين لأنها تزيد من مدة صلاحية المنتوج الغذائي الذي يمكن أن يتجاوز ستة أشهر وتعطي طراوة ومذاق جيد للمنتوج الذي يحتوي عليها، كما يمكن أن يعتمد عليها في عملية قلي الأطعمة لعدة مرات دون أن يتغير طعم الغذاء.
الزيون المهدرجة تشكل خطرا كبيرا على صحة المستهلك لكونها تحتوي على أحماض دهنية متحولة، فهذه الزيوت يصعب هضمها وتبقى في الجسم لمدة طويلة مما يسبب في زيادة الوزن واضطرابات في المعدة وتزيد من مخاطر إصابة الشخص بمرض السكري، كما أن هذه الدهون المهدرجة ترفع من نسبة الكوليسترول السيئ وتخفض مستوى الكوليسترول الجيد في الدم وهذا ما يزيد من مخاطر الإصابة بمرض القلب وتجلط الدم في الشرايين ويؤدي في بعض الأحيان إلى السكتة الدماغية وظهور بعض أنواع السرطان ومرض الزهايمر.
وحفاظا على صحة المستهلك ينصح محدثنا بضرورة قراءة مكونات المنتوج والتحقق إن كان يحتوي على زيوت أو دهون مهدرجة جزئيا أو كليا، وينصحه أن لا يكثر من إستهلاك هذه المواد.
ودعا رئيس الجمعية كل القطاعات الوزارية المعنية التفكير سويا في أهمية وجدية وخطورة استعمال الزيوت المهدرجة في صناعة المواد الغذائية الموجهة للمستهلك والقيام بتأطير إستعمالها ومراقبتها وحماية لصحة الجزائريين من الأمراض الناتجة عن ذلك وخفض فاتورة الأدوية والعلاج، ملفتا الإنتباه إلى أن المواد الغذائية التي تحتوي على زيوت مهدرجة لا تسوق في السوق الأوروبية.
ودعا المتحدث الصناعيين أن يتحملوا مسؤولياتهم اتجاه صحة إخوانهم الجزائريين الذين يموتون جراء إستهلاك مواد غذائية تحتوي على نسبة كبيرة من الزيوت المهدرجة التي يقدمونها لهم ويقومون بإشهارها في الصحافة المكتوبة والمرئية.