تميزت السهرة الثانية من عمر مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الـ38 ، بعزوف جماهيري غير مسبوق عن الفعاليات رغم توفير النقل المجاني من باتنة إلى تيمقاد والمبالغ الرمزية للتذاكر، والتنوع الفني في برنامج السهرة.
رغم هذه المزايا تبقى إشكالية غياب الجماهير تصنع الحدث وتعجز معها محافظة المهرجان عن إيجاد حلول، خاصة أثناء مشاركة فنانين أجانب، حيث تكون المحافظة والضيف في حالة من الحرج الشديد يصعب وصفها.
حدث هذا مع الفنانة التونسية القديرة أمينة فاخت في أول مشاركة لها بالمهرجان.
ورغم ذلك اجتهدت الفنانة في تحريك بعض الجمهور الموزع على ركح تاموقادي الذي يتسع لأكثر من 6000 شخص، وعلى مدار ساعة حلقت الفنانة بصوتها الذهبي وغنت للحب والسلم والتاريخ والمصير المشترك الذي يربط الجزائر بتونس،وغنت الأغنية التراثية المغاربية المشهورة “ما صار مقياس يعجب” التي رقص على إيقاعاتها الشباب، و«حبيب الكل”، “نار الحب”، لتختتم وصلتها الغنائية برائعة أميرة الطرب العربي الفنانة الراحلة وردة الجزائرية “عيد الكرامة” التي رددها معها الحضور بقوة.
وخصصت محافظة المهرجان الجزء الثاني من السهرة للفنانة الجزائرية سلمى كويرات والمايسترو محمد روان الذين رددا أغاني الزمن الجميل للفرقة العالمية كاميليون.
أما السهرة الثانية فكان نجمها فنان الراب كريم الغانغ الذي أمتع الحضور خاصة الشباب الذين رددوا معهم روائعه الغنائية التي تغني ماضي وحاضر الجزائر ومستقبلها ومشاكلها بطريقة “السهل الممتنع”، حيث عرف الجمهور عودة معتبرة للمدرجات بعد عزف عنها في السهرة الثانية.
لمعلوماتكم
تعتبر الطبعة الـ38 من مهرجان تيمقاد الدولي 7 طبعة في مسرح الهواء الطلق الجديد الذي أنشأ للحفاظ على المسرح الأثري القديم والذي أنجز بمواصفات عصرية دون إهمال أصالة المسرح القديم حيث يعتبر المسرح الجديد وهو توأم للمسرح القديم أستغرق بناؤه سنتين كاملتين وبغلاف مالي هام فاق 352 مليون دج مزود بأحدث التقنيات من بين أجمل المسارح الجزائرية، وجاء لتدارك النقص الكبير المسجل في المسرح الأثري القديم حيث يصم قاعتين شرفيتين كبيرتين وستة مقصورات وكذا بعض المرافق الضرورية الأخرى التي كانت دائما هاجس ضيوف ومنظمي المهرجان.
المهرجان في عيون الضيوف ...
الفنانة التونسية أمينة فاخت
لم أكن أعتقد أن أجد جمهور تيمقاد بهذا الشكل الراقي في تذوق الفن، ولن أتردد في تلبية دعوة منظمي المهرجان في الطبعات القادمة لأن أي فنان ناجح يهمه المشاركة في مهرجان تيمقاد خاصة نحن الأشقاء في تونس، فنحن ما نزال نحتفظ للجزائر بالكثير من المواقف التاريخية والإنسانية والدعم اللامشروط الذي ما فتئت تقدم لتونس في كل محنها، وان شاء الله تبقى الجزائر عاصمة مغاربية للثقافة.
النجم كريم الغانغ
- لم أكن أتوقع أن يتفاعل معي الجمهور بهذا الشكل الكبير، ونشكر العائلات التي سهرت معنا، وسنجتهد أكثر لتقديم الأفضل لمحبينا، ولقد أبرهنا التجاوب الكبير للجمهور التيمقادي، ونتمنى المشاركة في كل الطبعات القادمة من هذا المهرجان الرائع الذي رغم غنائنا للراب الذي يحبه الشباب إلا أن التواجد المكثف للعائلات جعلنا نتحمس أكثر لتطوير أنفسنا لإرضائه.
محمد روان وسلمى
من منا لا يستطيع مشاركة هذا الجمهور الرائع أفراحه ونحن جئنا إلى تيمقاد للقاء محبي الأغنية الطربية والجزائرية الراقية، ونجتهد كثيرا لإرضاء الجمهور وسعداء جدا بهذا الحضور المميز.
فرقة أولاد الحاجة مغنية
طبعة هذه السنة مميزة جدا لأنها تتزامن وعيد الاستقلال والشباب، ونحن لا نتردد أبدا في تلبية الدعوة وكما لاحظتم فتجاوب الشباب مع الأغاني ممتاز، وان مهرجان تيمقاد عريق ويلعب دورا كبيرا في الحركة الثقافية والفنية في الجزائر.
كواليس الطبعة الـ38
تميزت السهرة الثانية لمهرجان تاموقادي، بغياب فرقة تيكيباوين التي لم تحضر لأساب تنظيمية تتعلق حسب ما تسرب من معلومات، بسبب إلغاء الطائرة لرحلتها التي تنقل الفرقة الموسيقية، ما حال دون مشاركتهم في المهرجان، وهي أولى حالات غياب منشطي سهرات الطبعة 38.
ساهمت الدعاية الإعلامية الغائبة تماما في الترويج للمهرجان في عزوف المواطنين والعائلات التي حملت مسؤولية ذلك للسلطات الولائية بباتنة وعلى رأسيها مديرية الثقافة.
وصفت العديد من العائلات الحاضرة بسهرات مهرجان تيمقاد الدولي في هاته الطبعة أن المهرجان يعرف في السنوات الأخيرة قفزة نوعية في مختلف الجوانب التنظيمية والنقل المجاني من باتنة إلى تيمقاد إضافة إلى التغطية الأمنية الجيدة.
ما يزال التأخر الكبير في انطلاق الحفلات سمة مميزة طبعة هذه السنة، وهو الأمر الذي لم تتمكن محافظة المهرجان من تجاوزه رغم الإلحاح الكبير من العائلات الأوراسية بالتعجيل بالسهرات حتى يتمكن الجميع من الحضور.
استحسن سكان باتنة مبادرة محافظة المهرجان في جعل النقل مجاني حيث أتيحت الفرصة للجميع للاستمتاع بنجوم المهرجان....كما وفرت الولاية حافلات كثيرة ومتنوعة من باتنة إلى تيمقاد والعكس.
مواعيد
في إطار فعاليات مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الـ38، سيكون جمهور تامقادي اليوم السبت 16جويلية، مع نخبة من ألمع نجوم الأغنية الجزائرية والغربية كالشابة جميلة وجازولي والشاب زينو وكذا يحي الخنشلي والفرقة العالمية القادمة من دولة الصين الشعبية Spectacle Chinois التي ستقدم مجموعة من الاستعراضات الموسيقية واللوحات الفنية تحكي تاريخ حضارة الصين.