طباعة هذه الصفحة

في إطار عملية “البنيان المرصوص”

مئات القتلى في معارك سرت الليبية من أجل استعادة المدينة

قتل 241 من القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية وأصيب أكثر من 1400، في شهرين من المعارك مع عناصر “داعش” الإرهابي في إطار عملية “البنيان المرصوص” الهادفة إلى استعادة مدينة سرت. وقال مصدر طبي رسمي في مدينة مصراتة، مركز قيادة العملية العسكرية، أول أمس: “حصيلة الضحايا بعد شهرين من المعارك بلغت 241 من قواتنا، بينما هناك أكثر من 1400 جريح يتلقون العلاج في ليبيا وخارجها”.
وأضاف المصدر، “مجموعات من الجرحى تتلقى العلاج داخل البلاد، بينما جرى نقل مجموعات أخرى إلى دول قريبة بينها تركيا وتونس وإيطاليا”.
وأطلقت القوات الموالية لحكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة قبل شهرين عملية “البنيان المرصوص” بهدف استعادة مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) من أيدي مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي الخاضعة لسيطرته منذ أكثر من عام.
وبعد التقدم السريع الذي حققته القوات الحكومية في بداية عمليتها العسكرية، تباطأ هذا التقدم بفعل المقاومة التي يبديها المسلحون الذين يشنون هجمات مضادة خصوصا عبر سيارات مفخخة يقودها انتحاريون.
وفي بداية جويلية الجاري، أعلنت قوات الحكومة الليبية أنها سيطرت على حي السبعمائة المهم وسط مدينة سرت، وبدأت التقدم نحو محيط مركز “وغادوغو” للمؤتمرات حيث يقيم المسلحون مركز قيادتهم.
وفي سياق متصل، وبعد يوم من انتقال حكومة الوفاق الوطني الليبية إلى مقر جديد في طرابلس، تعرض مقر شركة “ليبيانا” للهواتف المحمولة المقابل للمقر السابق للحكومة لهجوم من قبل مسلحين مجهولين.
ونقل موقع “بوابة الوسط” الإلكتروني عن أحد مهندسي شركة “ليبيانا” قوله: “اقتحم مسلحون مقر الشركة الرئيس في منطقة بوستة في العاصمة الليبية طرابلس، وأطلقوا الأعيرة النارية على المكاتب المطلة على موقف السيارات في الشركة، وأخرجوا الموظفين من المقر وحاولوا دخول المقسم”... “المسلحون حاولوا قطع الخدمة عن بعض المدن الليبية، احتجاجا على التوزيع غير العادل للطاقة على المدن الليبية من قبل الشركة العامة للكهرباء
وأوضح المهندس أن عناصر الأمن سيطروا على الموقف قبل دخول المقتحمين للمقسم، محذرا من أن العبث بالمقسم سيؤدي إلى قطع الخدمة ويتسبب بالعديد من المشاكل في الشبكة.
وجرت عملية تسلم المقر الواقع في وسط طرابلس الاثنين بحضور رئيس الوزراء فايز السراج وأعضاء في الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي التي عقدت اجتماعا في المقر فور دخولها إليه.
جدير بالذكر أن حكومة الوفاق دخلت إلى طرابلس في أواخر مارس الماضي، ونجحت في إقصاء “حكومة الأمر الواقع” السابقة عن الحكم وتسلمت مقرات العديد من الوزارات، لكنها بقيت تعقد اجتماعاتها في قاعدة طرابلس البحرية.
وقال مسؤول يوم الثلاثاء إن قوات ليبية متحالفة مع الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة واصلت عمليات القصف وتنفيذ غارات جوية على وسط مدينة سرت استمرارا لحصار مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية فيها.
واستمر المقاتلون المدافعون عن آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا في صد القوات الليبية بنيران القناصة وقذائف المورتر في سرت حيث يقعون تحت الحصار بعد حملة.
وسيمثل سقوط سرت ضربة كبيرة للتنظيم الإرهابي الذي سيطر عليها قبل عام في فوضى الحرب الأهلية التي دارت بين فصائل متنافسة وحد بينها السعي لإسقاط حكم العقيد عام 2011.