طباعة هذه الصفحة

التكوين ضمانة للتحكم في المشاريع وعصرنة المؤسسات

الصيانة عامل حيوي في تقليص النفقات والرفع من مردودية وسائل الإنتاج

سعيد بن عياد

أبرز وزير الأشغال العمومية والنقل، بوجمعة طلعي، لدى تنشيطه منتدى «الشعب»، أمس، مدى الأهمية التي يكتسيها التكوين والتأهيل المتواصل للرفع من كفاءة وإتقان الموارد البشرية للقطاع الذي يتكفل بانجاز مشاريع قاعدية أساسية في مجالات النقل بكل أنواعه ويشكل القاطرة التي تجرّ الأداء الاقتصادي في مرحلة بناء اقتصاد متنوع وغير مرتبط بالمحروقات.

 أوضح أن كافة الفروع المرتبطة بالقطاع تعمل على أساس برنامج ملائم للتكوين على مدار السنة من أجل تنمية القدرات البشرية في متابعة المشاريع واستغلالها ومراقبته من حيث النوعية وتسييرها بطرق عصرية لتحقيق المردودية المطلوبة.
 أشار في هذا الإطار إلى أن قطاع السكك الحديدية مثلا لديه اربع مدارس تكون جاهزة لتكوين مختلف الفئات المهنية وهناك مدرسة بالشراكة، كما تستفيد إطارات تقنية من مختلف التخصّصات من دورات للتكوين بالخارج لكسب التحكم في التكنولوجيات الجديدة.
 بنفس التوّجه يتم التكفل بالتكوين على مستوى كل القطاعات الأخرى سواء في الأشغال العمومية وانجاز المنشآت القاعدية (طرق سيارة، جسور، أنفاق، مطارات، موانئ) أو في مجالات النقل الحضري والجوي والبحري لكسب معارف في مختلف التخصّصات المرتبطة بسوق النقل الذي يعرف تطورات تقنية وتنافسية متزايدة تتطلب أن يكون العنصر البشري على درجة من التحكم في الأداء الاقتصادي على مستوى الورشات التي تبعث الحياة في كافة مناطق البلاد والوحدات التي تستغل المشاريع.
 ضمن رؤية استشرافية، فإن التكوين يمثل في جوهره جسر عبور آمن نحو العصرنة، خاصة في مجالات الصيانة التي تمثل قيمة مضافة ومصدر اقتصاد للنفقات خاصة بالنسبة للعتاد الثقيل والتجهيزات التكنولوجية المكلفة وتحتاج للمتابعة من خلال الصيانة الدورية، مثلما هو الحال للطائرات والسفن والقطارات والطرق السريعة وكذا المركبات بحيث يتم تمديد عمرها لتحقق المردودية الاقتصادية واسترجاع نفقاتها في المديين المتوسط والطويل. بالفعل، فإن القطاع قد تعزّز بإمكانيات كبيرة في كافة فروعه، مما يستوجب إعداد العنصر البشري المكلف بالاستغلال بشكل يحقق القيمة المضافة التي تحسم التنافسية في السوق محليا وإقليميا وتضمن النجاعة الاقتصادية.
 على سبيل المثال، تم قبل أيام من الشهر الجاري تخرج دفعة تتشكل من 32 مهندس دولة في الميكانيكا البحرية تابعوا تكوينا أكاديميا بالمدرسة الوطنية البحرية العليا الكائنة ببواسماعيل التي تحضر لإطلاق تكوينا في نظام تسيير الجودة بقطاع النقل البحري. كما تولي الوزارة عناية مركزة للتكوين في صيانة محركات الطائرات والسفن التجارية والقاطرات للسكك الحديدية، علما أنه تم مؤخرا اقتناء عدد من القاطرات الجديدة موّجهة لنقل البضائع.