تنظم شعبة الفلسفة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف، مؤتمرا دوليا تحت عنوان: «الفلسفة وخطاب الغيرية»، وذلك بتاريخ 07 ـ 08 نوفمبر المقبل. يهدف الملتقى إلى إبراز أهمية إسهام الفلسفة في التأسيس للعلاقة الإيجابية بالغير، ويدور على محاور منها «الغيرية كخطاب خارجي للفلسفة» و»خطاب الغيرية وإشكالية الممارسة».. وقد فتح باب إرسال الملّخصات للمشاركة في الملتقى، إلى غاية نهاية أوت المقبل.
لقد حظي «خطاب الغيرية» في الآونة الأخيرة باهتمام شديد من قبل دوائر البحث على مستوى مختلف الحقول المعرفية، وفي حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية على وجه الخصوص، وبات من الضروري أن تسهم الفلسفة، بما لها من قدرة على المحاورة والمساءلة، في التأسيس لخطاب الغيرية، لا من موقع استراتيجي أو براغماتي وحسب، بل من موقع أونطولوجي وإيطيقي بالأساس، ما دام أمر وجودها الذاتي يتعلق بصميم موقفها من آخرها، خاصة في عالم لم يعد يسمح بالانكفاء على الذات وتجاهل الغير.
من نافلة القول التأكيد على أن التفكير في مسألة الغيرية لم يغب عن المسار الكلاسيكي للفلسفة منذ أفلاطون إلى هيغل، إلا أنه ظل طيلة هذا المسار تفكيرا مؤطرا، وبشكل حصري، بالموجهات الأساسية لـ«المقولة ـ الأم» وهي مقولة «الهوية» أو «الذاتية» تحديدا، وأن مسألة الآخر ظلت مسألة لاحقة بالأنا، ومن ثم فكل تفكير في الغيرية بدا كما لو أنه ينتهي في الأخير إلى عملية اختزال للآخر أو الغير ضمن دائرة الذات عينها.
بهذا المعنى يكون خطاب الفلسفة إذن خطابا، موسوما في الأصل بالغيرية، حتى وإن تلوّن بألوان الهوية والذاتية، وعليه يبدو أن الفلسفة لا تستطيع أن تكون ذاتها إلا إذا تورطت في غيريتها. حينئذ يكون التساؤل عن خطاب الغيرية هو بالأساس تساؤل عن ماهية الفلسفة ذاتها. من هذا المنطلق، نأمل أن يكون هذا الملتقى فضاء لمقاربة التساؤلات التالية وما جاورها: من هو الآخر بالنسبة إلى الذات؟ وكيف يمكن للفلسفة أن تسهم في التأسيس للعلاقة الإيجابية بالغير؟ إلى أي حد يمكن للفلسفة أن تنقل خطاب الغيرية من مستوى التنظير إلى فضاء الممارسة؟ كيف يكون الاعتراف بالآخر شرطا للتواصل؟ ما الشروط التي تجعل الآخر، رغم مغايرته للذات، مصدر ثراء لها؟
من جهة أخرى، يهدف الملتقى إلى إبراز أهمية إسهام الفلسفة في التأسيس للعلاقة الإيجابية بالغير، نشر ثقافة التسامح ونبذ التطرف بجميع صوره، التأكيد على ضرورة انتهاج أسلوب الحوار الفلسفي والالتزام بأخلاقيات النقاش في إدارة النزاعات الفكرية والإيديولوجية بين الجماعات البشرية، ترقية قيم المحبة والعدالة والإنصاف في التعامل مع الغير، الارتقاء بخطاب الغيرية من المستوى الفلسفي النظري إلى مستوى الممارسة الفعلية، وتجديد خطاب الفلسفة بالانفتاح على «آخَرِها».
يدور الملتقى حول ثلاثة محاور، يحمل المحور الأول عنوان: «الغيرية كخطاب داخلي للفلسفة»، ويعالج النقاط التالية: مبدأ الهوية وإشكالية مفهوم الغيرية: أزمة التأسيس المنطقي، خطاب الغيرية وسؤال الكوجيتو الديكارتي: أزمة التأسيس الإبستمولوجي، خطاب الغيرية وسؤال الكينونة: إشكالية التأسيس الأنطولوجي، خطاب الغيرية وفلسفة الاعتراف: إشكالية التأسيس الإيطيقي، خطاب الغيرية ورهانات فلسفة التأويل.
أما المحور الثاني، الذي يحمل عنوان: «الغيرية كخطاب خارجي للفلسفة»، فيشمل النقاط التالية: الخطاب التاريخي وجدل الهوية والغيرية، فعل الترجمة وتجربة الغيرية، العمل الفني وبعد الغيرية، الخطاب الصوفي وتجربة الغيرية، النقد الثقافي وأفق الغيرية.
ويتطرق المحور الثالث، «خطاب الغيرية وإشكالية الممارسة»، إلى الغيرية وممارسة ثقافة المواطنة، الغيرية واستراتيجيات العولمة، خطاب الغيرية والممارسات الإيديولوجية، والممارسة الديمقراطية كأفق للغيرية.
حدد الملتقى شروطا للمشاركة، كأن يكون البحث متصلا بأحد محاور الملتقى، وأن يكون أصيلا لم يسبق عرضه أو نشره من قبل، وأن يستوفي كل شروط البحث العلمي من حيث الشكل والمضمون والمنهجية والتوثيق، وأن يكون خاليا من الأخطاء اللغوية، وأن يرسل الباحث ملخصا لبحثه (في حدود 500 كلمة) يتضمن الإشكالية والعناصر الأساسية في الآجال المعلن عنها أدناه ضمن الاستمارة المرفقة، وبعد الموافقة المبدئية، يرسَل النص الكامل للبحث (من 10 إلى 15 صفحة) في الآجال المعلن عنها أدناه، كما يكتب الملخص والبحث بخط Traditional Arabic، بنط 16 والهوامش بنط 14، وتكتب الهوامش في آخر كل صفحة، على أن تلحق قائمة المصادر والمراجع في آخر البحث.
حدد آخر أجل لإرسال الملخصات بالـ31 أوت 2016، أما آخر أجل لإرسال النصوص الكاملة للبحوث فسيكون الـ07 أكتوبر 2016، وتتكفل الجهة المنظمة بإيواء المشاركين وإطعامهم، كما تتكفل بالنقل من المطار وإليه بالنسبة إلى المشاركين من خارج الجزائر، و لا تتكفل بشراء تذاكر الطائرة.