ستكون إنجلترا مرّشحة بقوة للتأهل وانتظار اختبارات أصعب لكن بالنسبة لأيسلندا فإنها ستخوض أهم مباراة في تاريخها الكروي عندما يلتقي المنتخبان في دور ثمن نهائي كأس اوروبا لكرة القدم اليوم..
احتفل لاعبو إنجلترا عندما سجل أرنور إينجفي تراوستاون هدفا في الوقت المحتسب بدل الضائع لتفوز أيسلندا على النمسا في ختام دور المجموعات ويبتعد المنتخب الإنجليزي بالتالي عن البرتغال..
لكن سيبقى الجهاز الفني لإنجلترا مطالبا بمهمة أخرى تتمثل في ضرورة مساعدة اللاعبين على التركيز على المباراة وليس التفكير في أن مهمة الفريق أصبحت أسهل كثيرا للوصول إلى الدور ربع النهائي..
اجتازت أيسلندا بالفعل سقف التوّقعات بالتأهل عقب احتلال المركز الثاني في المجموعة خلف المجر ولن يكون لديها ما تخسره أمام إنجلترا ومن المرجح أن تحظى بمساندة وتعاطف كثيرين. في أيسلندا - حيث تحظى الكرة الإنجليزية والدوري الإنجليزي الممتاز بشعبية هائلة - يستمتع الجميع بكل دقيقة في الظهور الأول ببطولة كبرى، لكن بالنسبة للاعبين والمدرب المخضرم لارس لاغرباك فهذا ليس الوقت المناسب للاحتفال.
قال إيلمار بيارناسون لاعب وسط أيسلندا الذي يرى أن أداء بلاده في فرنسا أثبت أن التألق في التصفيات والفوز ذهابا وإيابا على هولندا لم يكن ضربة حظ «نحن نستعد للمباراة أمام إنجلترا ولن ننسى أنفسنا في الاحتفالات».
تملك أيسلندا مدربا مخضرما هو السويدي لاغرباك الذي لا يخشى الفرق الكبيرة ويحمل سجلا رائعا أمام إنجلترا.
قال لاغرباك الذي قاد السويد للفوز مرتين على إنجلترا والتعادل أربع مرات «واجهت إنجلترا ست مرات ولم أخسر أبدا..»
من غير المرجح بالنسبة لأيسلندا أن تغير أسلوبها في البطولة بالاعتماد على الدفاع المتكتل والتحلي بالانضباط عند التقدم إلى الأمام في هجمات مرتدة سريعة.
واجهت إنجلترا أسلوبا دفاعيا مشابها في ختام دور المجموعات أمام سلوفاكيا ورغم القوة الهجومية الهائلة فإن المنتخب الإنجليزي فشل في هز الشباك وخرج بالتعادل دون أهداف.
من المتوقع أن يعود روي هودجسون مدرب إنجلترا إلى التشكيلة التي بدأت البطولة باستثناء الاعتماد على دانييل ستوريدج بدلا من رحيم سترلينج الذي ظهر بشكل متواضع. وسيقود هاري كين - الذي لم يسجل أي هدف أو يشكل خطورة كبيرة على المنافسين - الهجوم بينما سيلعب وين روني كلاعب وسط متقدم. ستكون إنجلترا أيضا في انتظار وصول لاعبي الوسط مثل آدم لالانا وديلي آلي إلى مستوى التوقعات عن طريق صناعة الفرص أو التسجيل لكي يملك فريق هودجسون فرصة كبيرة لتحقيق فوزه الثاني فقط في الأدوار الإقصائية بعد التفوق بركلات الترجيح على إسبانيا في 1996. لكن ستكون إنجلترا مطالبة بعدم التفكير في أبعد من مواجهة أيسلندا في الوقت الحالي حتى لا تتعرض لصدمة الخروج.