قال عبد الوهاب نوري وزير السياحة والتهيئة العمرانية والصناعات التقليدية، وعلى هامش الزيارة التفقدية التي قادته أمس إلى ولاية سيدي بلعباس، أن الوقت حان للنهوض الفعلي بالقطاع السياحي بالجزائر، والمساهمة في خلق الإستقرار للإقتصاد الوطني من خلال استغلال كافة الإمكانيات الوطنية.
وأضاف أن المشوار لا يزال طويلا ويتطلب الكثير من المجهودات الجبارة للنهوض بهذا القطاع، بداية بتقييم الأشواط التي تم قطعها في إطار تطوير الصناعة السياحية في الجزائر، ووضع خارطة طريق لجعل الجزائر وجهة سياحية بامتياز.
وفي معرض حديثه تطرق الوزير إلى الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها الجزائر بسبب تقلص مداخيل العملة الصعبة إثر تراجع أسعار البترول، وهو ما يتطلب – يقول الوزير- التوجه نحو القطاع السياحي على غرار البلدان المجاورة لخلق إقتصاد بديل يعتمد على عديد المحاور أهمها السياحة.
ووجه نوري دعوة صريحة للمستثمرين المحليين والمتعاملين الإقتصاديين للتقرب من الوزارة التي ستمكنهم من كافة التسهيلات لمباشرة إستثماراتهم السياحية، هذا وأكد أيضا أن كل الجهود منصبة حاليا على طرق إحياء السياحة من خلال تحسيس المجتمع المدني، تحسيس المستثمرين والناشطين في هذا المجال، وحثهم على الإستثمار.
وزير السياحة والذي كان مرفوقا بالوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعات التقليدية عائشة تقابو وقف عند العديد من المشاريع التي تدخل ضمن دائرته الوزارية بداية بتدشينه للحديقة العمومية التي فتحت أبوابها للمواطنين يوم الخامس من شهر جوان الجاري والذي صادف الإحتفال باليوم العالمي للبيئة، حيث أبدى الوزير إعجابه بهذا المرفق الإيكولوجي الذي يعد قيمة حقيقية مضافة للولاية والذي إسترجع مكانته ونشاطه بدليل العدد الكبير للعائلات التي تختاره في سهراتها الرمضانية، وللإشارة فإن الحديقة التي تتربع على مساحة الستة هكتارات كانت قد خضعت لعملية إعادة تهيئة واسعة وفق المقاييس المعمول بها في تهيئة مثل هذه الفضاءات الترفيهية من قبل مقاولة متخصصة وبغلاف مالي قدر بـ80 مليون دج، حيث تم تهذيبها من خلال إستبعاد عديد الأشجار الميتة والمصابة، فضلا عن التخفيف من بعض أنواع النباتات التي تكاثرت وبشكل عشوائي داخل الحديقة مما تسبب في تلف وإندثار أنواع أخرى كما تم نقل أشجار أخرى من أماكنها إلى أماكن جديدة لخلق نوع من التوازن داخل المرفق، هذا وتم أيضا الإستعانة بخبرات مختصين في البيئة والنباتات للقيام بهذه العمليات بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي وعلى خصوصية الحديقة باعتبارها كذلك إرثا تاريخيا للمنطقة حيث شهدت عديد العمليات العسكرية خلال الحقبة الإستعمارية.
هذا وتفقد الوفد الوزاري أيضا بحيرة سيدي محمد بن علي التي ستخضع لعملية تهيئة واسعة باعتبارها من المرافق البيئية السياحية الهامة بالولاية حيث تتربع على مساحة تقدر بـ 76 هكتارا و40 هكتارا من المياه.
ولدى تدشينه لوكالة “ترافل كولد” شدّد الوزير على أهمية إحترام المقاييس الدولية لتقديم صورة حسنة عن السياحة في الجزائر من خلال التركيز عن الجانب الخداماتي للزبائن دون الإقتصار عن النقل فقط.
وببلدية مصطفى بن براهيم أشرف الوزير بمعية الوفد المرافق له على إعادة فتح مصنع الزرابي بصفة جزئية، حيث لاتزال أشغال الترميم والصيانة قائمة ببعض الورشات التي مستها عملية التهيئة نظرا لكبر المصنع وصعوبة ترميمه بالكامل في الوقت الراهن، كما تمت الإستعانة بالبعض من عماله القدامى لتكوين مجموعة من الفتيات في مجال صناعة الزربية، فضلا عن التنسيق مع مصالح مديرية النشاط الإجتماعي لتوفير مناصب العمل، وهي العملية التي ستساهم في إعادة بعث زربية مصطفى بن ابراهيم التقليدية التي عرفت رواجا كبيرا سنوات السبعينيات أين وصل صداها إلى العديد من الدول المجاورة كتونس، المغرب ودول أجنبية كألمانيا وفرنسا وتتميز الزربية التقليدية لمصطفى بن براهيم عن غيرها بأشكالها المميزة والعاكسة لتاريخ المنطقة وحروبها التي خاضتها قبيلة بنو عامر مع المستعمر الفرنسي، ناهيك عن تصويرها للحياة اليومية لأبناء المنطقة في فترات مختلفة من الزمن، وللإشارة فإن المصنع الذي دام غلقه أزيد من 15 سنة، كان يوظف حوالي 150 عامل منذ تاريخ إنشائه سنة 1971 .