بعد ليلة الشعر والكلمة والقصيد، كانت سهرة، أول أمس، بفضاء بشير منتوري للكتابة المسرحية والفن الرابع نصيب في اللقاءات الرمضانية التي ينظمها ديوان فنون وثقافة لولاية الجزائر العاصمة بالفضاء الثقافي بشير منتوري، أين دار النقاش حول مسرحية السطح والنجوم والحروف ساهرة، أو بما عرف سنة 2007 بعرض “ البوقالة” الذي نال رواجا كبيرا خلال إحياء سنة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
المسرحية تتحدث عن عادات و تقاليد ناس القصبة وعن التعايش في ظل الاحترام والتعاون والتآزر الذي تميز به المجتمع الجزائري في هذا الفضاء الذي أعطى للمرأة دور الحفاظ على الرابطة الأسرية والتقاليد والأعراف، أين تداولت من جيل لجيل “أسرار الأطباق و الحلويات الشهية والحرف التقليدية اليدوية وكذا التحضيرات للمواسم وللحفلات والأعراس والمناسبات، إلى جانب لعبة البوقالة التي كانت تحمل حسب كاتبة النص المسرحي فوزية لرادي أحلام وانتظار وأمنيات النساء وتعبر عن حبها ومشاعرهن نحو أزواجهن وإخوانهن و أحبائهن من الرجال.
في حديثه عن مسرحية “السطح والنجوم و الحروف ساهرة،”، عاد المسرحي وأستاذ الفن الدرامي نوال إبراهيم بالزمن الى2007، سنة عرضها وانطلاق مغامرة فريدة من نوعها لكاتبة وأديبة كانت تبقي كتاباتها في المسرح حبيسة الأدراج ومدير المسرح الوطني، أنداك المرحوم محمد بن قطاف، حيث كان إبراهيم نوال الوسيط لهذا اللقاء الذي انتح فكرة العرض المسرحي الذي شاركت فيه كبار الأسماء الوطنية في التمثيل، من بينهم المرحومة فتيحة بربار، بهية راشدي، عايدة كشرود، رزقي سيواني و ربيع صالح وغيرهم...
قال نوال متحدثا عن تجربة فوزية لارادي الأولى واحتكاكها بناس الخشبة، أنها ساهمت بعفويتها وقابليتها الكبيرة في الحوار والنقاش والتواصل وكذا أفكارها النيّرة في تجسيد الحلم الكبير الذي كلّل بالعرض الذي لاق رواجا منقطع النظير، حيث كان للجمهور العريض تفاعلا كبيرا معه.
أشار نوال في ذات السياق، إلى أن التجربة الناجحة هذه في حاجة إلى إعادة و تكرار، مشيدا بالعمل الرائع الذي قامت به فوزية لرادي بإصدارها لكتاب عن المسرحيةونجاحها، عاكسة بذلك المعادلة الرائجة، حيث ينشر النص لا العرض، مؤكدا أن هذه التجربة ما هي سوى وثيقة قيّمة للعرض حفظته من النسيان لاسيما وأنه لم يعاد عرض المسرحية للأسف.