ثمن وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعية التقليدية عبد الوهاب نوري، القدرات السياحية الكبيرة التي تتوفر عليها ولاية بومرداس بفضل مناظرها الطبيعية العذراء وشريطها الساحلي الممتد على أزيد من 80 كلم، داعيا إلى ضرورة استغلال هذه الثروة الطبيعية لترقية القطاع وإعادة إنتعاشه نتيجة التأخر الذي عرفه لدعم الاقتصاد الوطني بتجسيد المشاريع المسجلة لفائدة الولاية، مع تشديده على حتمية الاستفادة من تجارب دول الجوار وتقديم منتوج سياحي يستجيب لشروط المنافسة والإحترافية.
دعا وزير التهيئة العمرانية والسياحة أمس من بومرداس خلال زيارة التفقد والمعاينة التي قادته لعدد من مشاريع القطاع، كافة المستثمرين وأصحاب المبادرات إلى الاستثمار في المجال السياحي والاستفادة من مختلف التحفيزات المعروضة حاليا بشرط تقديم مشاريع متكاملة تستجيب للشروط الدولية المعمول بها في هذا المجال وقال بهذا الخصوص»على المستثمرين مراعاة جانب المنافسة الدولية التي يتطلبها قطاع السياحة من خلال إنجاز فنادق ومركبات سياحية بمواصفات عالمية وخدمات احترافية بإمكانها جلب السائح الأجنبي وإقناعه بتغيير وجهته على غرار ما يحدث لدى دول الجوار، وأضاف وزير السياحة «أن عهد المشاريع الترقيعية المستعجلة قد ولى ولم يعد بإمكانه خدمة القطاع الذي يتطلب منافسة كبيرة وتصورات مستقبلية بعيدة النظر، لكنه أشاد بحزمة المشاريع المسجلة بالولاية التي ستنجز كلها مستقبلا رغم الضائقة المالية الحالية» يقول عبد الوهاب نوري.
كلام الوزير جاء خلال توقفه بمشروع إنجاز القرية السياحية «جنان الأمراء» بدلس، حيث بدت علامة عدم الرضا واضحة عليه وهو يتحدث إلى صاحب المشروع بسبب المخطط الهندسي للمركب الذي لم يرق إلى مستوى التحديات المطلوبة مع توجيه انتقادات لمكتب الدراسات وعلق بالقول «كان من المفروض عدم الاستعجال لتقديم تصميم هندسي يراعي كل الشروط المطلوبة لتقديم مركب سياحي عالمي والتدقيق في طريقة ضخ الأموال واستغلالها أحسن استغلال، رغم ذلك ثمن المشروع الذي يعتبر مكسبا هاما للمنطقة والولاية التي تسعى إلى الرفع من قدرات الاستيعاب الحالية مع تأكيده على حق المواطن في الترفيه وتوفير أماكن الراحة والاستجمام والاستفادة من مختلف الخدمات السياحية أثناء العطلة».
كما قام نوري في المحطة الثانية بتفقد مشروع إنجاز دار الصناعة التقليدية بنفس المدينة التي وصلت نسبة الأشغال بها حوالي 80٪ حسب رئيس مكتب الدراسات، لكن المعاينة الميدانية أظهرت أن المشروع الذي انطلق شهر أفريل من سنة 2014 ومدة إنجازه لا تتعدى 16 شهرا يشهد تأخرا كبيرا ومن غير الممكن تسليمه شهر سبتمبر وفق التقديرات الأولية، في حين كانت المحطة الثالثة من الزيارة هي شاطئ الصغيرات التابع لبلدية الثنية، حيث استحسن الوزير أشغال التهيئة التي استفاد منها الموقع الذي يتوفر على كل المستلزمات الأساسية لاستقبال المصطافين بعد انقضاء شهر رمضان الكريم، ليقوم بعد ذلك بتدشين المقر الجديد لمديرية السياحة والصناعة التقليدية بعاصمة الولاية وأخيرا قام الوزير بتدشين فندق سياحي ببلدية أولاد موسى الذي جاء ليدعم مرافق وهياكل الاستقبال الحالية.