تمكنت مصلحة قمع الغش وحماية المستهلك، التابعة لمديرية التجارة بوهران من ضبط 7 قصابات، تستخدم مادة «سامة»، عبارة عن بلورات عديمة اللون برائحة كبريتية وطعم ملحي، للحفاظ على شكل ولون اللحوم الحمراء، خصوصا المفرومة منها.
هذا ما كشفت عنه رئيسة المصلحة صالي مليكة أمس في تصريح صحافي، محذّرة الجزّارين من خطورة هذه المادة الكيميائية ومختلف أنواع الملونات الاصطناعية ونظيرتها الطبيعية المستعملة بصفة غير قانونية.
ولم تتوقف فضائح تجاوزات التجار إلى حد محاولة تمرير لحوم فاسدة وإشباع اللحوم الفاسدة بأملاح النيترات بنوعيها (نيترات البوتاسيوم والصوديوم) أو ما يطلق عليها باسم «النيتروزامينات» المسببة للسرطان، حيث لجأ ذات الجهاز إلى غلق 5 محلات أخرى تروّج لحوم مشبّعة بـ»باكتيريا القولونية البرازية».
وهي نوع من البكتيريا التي تعيش في أمعاء الإنسان والحيوان، دون أن تسبب أي مشاكل ومع ذلك، فهناك أنواع معينة (أو سلالات) من بكتيريا القولون التي يمكن أن ينتج عنها الإصابة ببعض الأمراض مثل التسمّم الغذائي الذي قد يسبّب الوفاة، لتفوق بذلك كمية اللحوم المحجوزة بوهران خلال النصف الأول من الشهر الجاري 3 طن حسب نفس المصدر.
وفي جولة خاطفة بالسوق المشهور باسم «لاباستي»، وقفت «الشعب» على الإقبال الكبير على العُصْبَان، وهي أكلة تصنع من أمعاء الخراف أو البقر أو الإبل المحشوة بالأرز وغيره، بعدما اجتاحت تجارته محلات بيع اللحوم النظامية والطاولات الفوضية، خارج الشروط الوقائية المعروفة وفي الهواء الطلق.
وهو ما أكّده صاحب محل لبيع اللحوم، مخذّرا في سياق متّصل من خطر النقانق (المرقاز) و(العصبان) (لمنبار) أو (السجق) وباقي أنواع اللحوم «المبهرّة» الأخرى، في إشارة منه إلى حالات خطيرة من الغش والتحايل التي يلجأ إليها البعض، من خلال خلط «الحشوة» بالتوابل وبقايا الخبز اليابس والجزر للوصول إلى أكبر كمية ممكنة.
واعتبر المصدر الذي لم يكشف عن اسمه، ذلك علامة واضحة لإزالة أي أثر للروائح الكريهة، المنبعثة عن الأبقار والأغنام المذبوحة خارج المراقبة وبقايا اللحوم الفاسدة، والتي تدخل حسبه في تركيبة مختلف أنواع اللحوم المصنّعة.
ووفقا لدراسات عالمية، فإنّ النقانق والصلصات المعتمدة على اللحوم، ترتبط بشكل إيجابي مع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وحتى أمراض مثل السكري وأنواع أخرى من السرطان، وهو ما أكّده تقرير أممي يربط بين اللحوم المصنّعة والإصابة بالسرطان.