لجأت وزارة التربية الوطنية، بالتنسيق مع وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، إلى حجب كلي لمواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة امتحان الإعادة الجزئية للبكالوريا، بينما اهتدى رواد هذه المواقع إلى تحميل تطبيقات إلكترونية مكنتهم من ولوج حساباتهم على فايسبوك.
دون أي تصريح رسمي سبق الخطوة، تم حجب مواقع فايسبوك، تويتر وانستغرام، إلى جانب تطبيقات فايبر وسناب شات، ليلة أمس الأول، كإجراء وقائي لتفادي تسريب ونشر مواضيع أسئلة دورة البكالوريا الاستثنائية.
وذكرت مصادر، أن تعليق الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، سيمتد إلى غاية 23 من شهر جوان الجاري، تاريخ الانتهاء من امتحانات الإعادة الجزئية لهذه الشهادة المصيرية.
غير أن خيبة رواد ومدمني هذه المواقع، خاصة فايسبوك، لم تدم طويلا، حيث اهتدى هؤلاء إلى تنزيل تطبيق إلكتروني اسمه «في.بي.أن ماستر» أو «في.بي.أن هوتسبوت»، والدخول إلى حساباتهم على موقع فايسبوك، غير أن عملية الولوج تتم من بلدان أجنبية، على غرار فرنسا، كندا وألمانيا.
أمام هذه الثغرات الإلكترونية، وجدت وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال، من خلال الوكالة التابعة لها، اتصالات الجزائر، وكذا المتعاملين الثلاثة للهاتف النقال، نفسها مضطرة إلى حجب محرك البحث «غوغل» وتطبيق «غول بلاي»، لمنع تحميل التطبيقات التي تتيح الدخول للفايسبوك.
حجب مواقع التواصل الاجتماعي، صنع الحدث في أوساط ملايين الجزائريين المشتركين في هذه الفضاءات، حيث أكدوا أنهم يعيشون حالة فراغ رهيبة بعد سنوات من الإدمان على التواصل مع الأصدقاء الافتراضيين ومتابعة الأخبار والمواضيع بشكل آني.
واشترك البعض من الذين التزموا معنويا باحترام قرار السلطات الحكومية حجب هذه المواقع في وصف الأمر «بالمشكلة الحقيقية»، وهو حال «أ.حكيم»، الذي صرح لـ «الشعب»، قائلا: «أنا متواجد منذ سنوات على فايسبوك، وبلغت درجة إدمان عالية، لأنه أصبح يشكل جزءا أساسيا من يومياتي ومهامي، لذلك أنا أجد صعوبة بالغة في التأقلم مع الحجب، وانتظر بفارغ الصبر انقضاء فترة الامتحانات».
بينما لم يستطع آخرون مقاومة الانقطاع عن مواقع التواصل الاجتماعي لمدة 05 أيام، حيث سارعوا إلى تنزيل تطبيق «في.بي.أن»، فور سماعهم به، وقال «ح.حسان»، «طبيعي أن ألجأ لهذه الدعامة من أجل ولوج حسابي، لأني وبباسطة لا أتخيل نفسي دون فايسبوك».
واهتمت معظم الصفحات الإلكترونية، أمس، باهتداء الجزائريين لهذه الثغرة من أجل الاستمرار في الإبحار عبر هذه المواقع، ولم يظهر ما يثبت تسريب مواضع اليوم الأول من البكالوريا الجزئية. ومن المرجح أن تعمد السلطات إلى قطع كلي للأنترنت في حال سجلت تجاوزت تمس بمصداقية الشهادة، وهو أقصى إجراء يمكن اتخاذه للقضاء على المشكل من جذوره.