عملت السلطات المحلية لعاصمة الشرق الجزائري، على تنظيم عملية توزيع الإعانات الغذائية على العائلات المعوزة، في إطار العمل التضامني الخاص بشهر رمضان الكريم والذي انطلق قبل حلول الشهر الفضيل وهي المبادرة التي استحسنها المستفيدون من قفة رمضان، حيث تم تخصيص33360 قفة تم توزيعها على العائلات بمقر الولاية والبلديات الأخرى، بغلاف مالي قدر بـ 135.406.366.90 دج خصص لتغطية العملية التضامنية التي تمس أكثر من 36 ألف عائلة، العملية التضامنية كانت بالتنسيق الكامل للقطاعات على رأسها قطاع التضامن الوطني والأسرة الذي ساهم بمبلغ مالي يقدر15.706.366.90 دج، الولاية بـ34.000.000.00 دج، أما بلديات الولاية الـ12 فقد ساهمت بـ85.700.000.00 دج، مديرية الشؤون الدينية والأوقاف فضلا عن الجمعيات الدينية والمجتمع المدني والمحسنين.
القفة الرمضانية الموزعة بشهر رمضان الكريم لسنة 2016 يعادل محتواها بين ثلاثة ألاف وخمسة ألاف دج، حيث تتضمن على مواد غذائية أساسية من زيت مائدة، سكر، عجائن، وغيرها من المواد الغذائية الأساسية مع تحسن في النوعية والكمية مقارنة بالسنوات الماضية، حيث عبر عدد من المستفيدين من الإعانة لـ»الشعب» على أنهم استلموا قفة رمضان في عملية سادها التنظيم والاحترام وبعيدا عن الفوضى والاكتظاظ التي كانت تسود عمليات التسليم في السنوات الفارطة مؤكدا على جودة ونوعية المواد الغذائية المقدمة وان قفة رمضان تم توزيعها قبل حلوله وهو ما وفر عنهم معاناة التنقل والاستفادة أثناء الشهر الفضيل.
هذا وقد بادرت السلطات الولائية في هذه العملية التضامنية من خلال اشتراكها بمبلغ 30 مليون دج، ما سمح بتغطية حوالي 20 % ما يعادل سبع ألاف قفة، في حين ساهمت البلدية الأم قسنطينة بمبلغ مالي قدر بعشرين مليون دج ما يسمح بتغطية 6 ألاف قفة، فضلا عن بلدية الخروب التي تعتبر الثانية من حيث التعداد السكاني بنصف المبلغ ما سمح بتغطية 3000 قفة للعائلات المعوزة، وساهمت بلدية عين أعبيد بغلاف مالي قدر بسبعة ملايين دج، سمح بتغطية 2000 إعانة، وفضلا عن عملية توزيع قفة رمضان، تعرف العملية التضامنية بالولاية توزيع وجبات ساخنة موزعة على 22 مطعما عبر معظم نقاط الولاية ستقدم حوالي 20 ألف وجبة ساخنة طيلة الشهر الفضيل، منها 8 مطاعم خاصة بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف، 9 مطاعم تكفل بها محسنون، 5 مطاعم تكفل بها الهلال الأحمر الجزائري.
وقد تم توزيع هذه المطاعم التي أشرفت على مراقبتها مصالح الجودة وقمع الغش بمطار محمد بوضياف الدولي، محطة المسافرين الشرقية والغربية، محطة القطار.
أغلفة مالية ضخمة ...وأميار يشتكون عجزا في قفة رمضان
رغم أن عملية تخصيص المبالغ المالية المخصصة لتوفير قفة شهر رمضان الكريم من طرف السلطات المحلية، فقد تميزت عملية التوزيع من البلدية الأم قسنطينة التي لم تشهد أي تجاوزات فيما يخص التوزيع والتنظيم ولا حتى في الكمية والنوعية الموزعة للعائلات المعوزة، فعلى غرار مصالح بلدية زيغود يوسف وجدت نفسها عاجزة على توفير قفة رمضان لـ676 عائلة معوزة بعد ما رصد أكثر من 600 مليون سنتيم مكن من توفير القفة لأزيد من 1500 أسرة فقط، فضلا عن عجز عدة بلديات عن توفير ما يقارب ألفي قفة رمضان بسبب عدم تغطية المبالغ المرصودة لمساعدة المعوزين في شهر الصيام حيث تسبب تخصيص مبلغ 13 مليار سنتيم لكل البلديات جدلا واسعا بين رؤساء البلديات ومسؤوليين على رأسهم مديرية النشاط الاجتماعي، وهو ما كشف عنه رئيس بلدية «زيغود يوسف» أنه من المفترض إنهاء المشكلة مع الحصول على المساعدات الأخرى المقدمة من طرف شركة «سونطراك» و»الهلال الأحمر»، وهو الإشكال الذي أكد خلاله الأمين العام للولاية حدث بسبب منح مديرية النشاط الاجتماعي مبالغ مالية كبيرة لبلديات غنية قادرة على توفير المساعدات لكافة المعوزين على مستواها على غرار قسنطينة، أولاد رحمون مضيفا على ضرورة مساعدة البلديات الغنية للفقيرة، هذا وقد سجلت بلدية بني حميدان أيضا عجزا بـ 500 قفة، فيما لم تستطع بلدية ابن باديس من توفير سوى 283 قفة، أما بلدية مسعود بوجريو فقد سجلت ألف عائلة معوزة، مسجلة عجزا بـ200 قفة تماثلها بلدية ابن زياد عجز بـ320 قفة.
قفة رمضان .......واقع يعكس مستوى فقر العائلات الجزائرية
من الواضح أن وزارة التضامن تعمل جاهدة على تغطية نسبة الفقر من خلال إعانة العائلات الفقيرة والمعوزة خلال شهر رمضان الكريم، بدءا بتخصيص قفة رمضان والإعانات المالية بمبالغ معتبرة إلا أن نسبة العائلات المحتاجة للإعانات في تنامي مستمر وأن نسبة الفقر ترتفع مع كل سنة يتم الإحصاء فيها للعائلات المعوزة بالشهر الفضيل، ليطرح السؤال هل التضامن الوطني سيظل يتلخص بقفة رمضان الكريم أم هناك نوايا مستقبلية لمحاولة تحسين مستوى المعيشة للمواطن.