تواصل السلطات الأمريكية التحقيق في دوافع عمر صديق متين، منفذ الهجوم الدامي على ملهى ليلي للمثليين بمدينة أورلاندو الأمريكية الأحد والذي خلف 50 قتيلا على الأقل وأزيد من 50 جريحا. وبينما أعلن تنظيم “الدولة الإرهابية” تبنيه للعملية أكد والد صديق بأن “ما حدث لا علاقة له بالدين” وإنما يعود إلى أن ابنه “كان يكره المثليين”.
لايزال الأمريكيون تحت وقع الصدمة بعد الهجوم الدامي الذي وقع الأحد في ملهى ليلي للمثليين بمدينة أورلاندو والذي قتل فيه 50 شخصا على الأقل وجرح العشرات.
وحسب المعلومات الأولية حول منفذ الهجوم، فإن عمر صديق متين هو أمريكي من أصل أفغاني يبلغ من العمر 29 عاما ومولود في نيويورك. وأعلن المهاجم مبايعته لتنظيم “الدولة الإسلامية”الإرهابي في اتصال بخدمات الطوارئ الأمريكية قبل لحظات من تنفيذ جريمته، إذ اتصل برقم الطوارئ 911 ليعلن مبايعته للتنظيم الدموي.
“داعش الإرهابي” يتبنى
تبنى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، أمس الاثنين، الاعتداء وذلك وفق ما أوردته إذاعة البيان الناطقة باسمه عبر الانترنت.
وذكرت وكالة أعماق القريبة من تنظيم الدولة الإسلامية الأحد أن منفذ المجزرة هو “مقاتل” من الدولة الإسلامية.
وقبل ساعات، أكد أكبر عضو ديمقراطي بلجنة المخابرات في مجلس النواب الأميركي، أن سلطات إنفاذ القانون المحلية، تعتقد أن المشتبه به في مذبحة ملهى أورلاندو الليلي في فلوريدا بايع تنظيم داعش.
وقال النائب آدم شيف في بيان إن “وقوع إطلاق الرصاص هذا في رمضان وتحريض قيادة داعش بالرقة أتباعها على شن هجمات خلال هذا الوقت، وكون الهدف ملهى ليليا للمثليين، وإن صح وكما تقول سلطات إنفاذ القانون أن مطلق الرصاص أعلن ولاءه لتنظيم داعش، يشير كل ذلك إلى عمل إرهابي يستلهم (فكر) تنظيم داعش”.
أسوأ مجزرة في تاريخ أمريكا
وتواصل السلطات الأمريكية التحقيق في هذه المجزرة التي تعد الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة وتذكر بالهجوم على باتاكلان في باريس في 13 نوفمبر الذي تخلله احتجاز رهائن وانتهى بحمام دم.
والسؤال الذي يطرح في الولايات المتحدة بعد هذا الهجوم: كيف يمكن لرجل معروف من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) شراء أسلحة وتنفيذ هجوم في ملهى ليلي؟
ومع تراجع حالة الطوارئ التي سادت في الساعات الأولى، تتوجه كل الأنظار إلى التحقيق الذي يفترض أن يحدد ما إذا كان عمر صديق متين تحرك بمفرده وصولا إلى الهجوم.
“أف بي آي” استجوب عمر متين مرارا
وحسب مسؤول مكتب التحقيقات الفدرالي في أورلاندو رونالد هوبر، فإن متين استجوب ثلاث مرات من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي في إطار تحقيق، كان الأول في 2013 مرتبطا بتصريحات متطرفة أدلى بها في مكان عمله.
وأكدت البريطانية “جي4آس” إحدى أكبر المجموعات الأمنية في العالم أنه يعمل لديها منذ 2007 لكن بعد تحقيق لدى زملائه ومراقبته وعمليات تدقيق، لم يتمكن “أف بي آي” من إثبات أن عمر متين أدلى بهذه التصريحات، لذلك ألغيت القضية.
بعد عام، خضع لاستجواب جديد هذه المرة على علاقة مع “منير محمد أبو صالحة” أمريكي من فلوريدا التحق بتنظيم “الدولة الإرهابية “ قبل أن يقتل في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة في ماي 2014.
وقال رونالد هوبر أن “أف بي آي” رأى حينذاك أن الاتصال بين الرجلين كان “محدودا ولا يعكس علاقة كبيرة أو تهديدا”. وأضاف “لم يكن هناك شئ يسمح بالإبقاء على التحقيق مفتوحا”.
وبما أنه بقي حرا وبدون سوابق قضائية، كان لدى عمر متين إجازة حيازة سلاح وتمكن من شراء سلاح يدوي وبندقية قبل أيام من الهجوم.
المذبحة ترفع رصيد ترامب
صرح الملياردير الأمريكي والمرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب بعد هجوم أورلاندو، أنه كان على حق في موقفه من التشدد الإسلامي، كما أشار إلى أنه تلقى اتصالات لتهنئته لأنه كان مصيبا في موقفه.
قال مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب الأحد إنه تلقى اتصالات لتهنئته لأنه كان على حق في موقفه من التشدد الإسلامي، بعد ساعات على وقوع أسوأ حادث إطلاق نار في البلاد أدى إلى مقتل خمسين شخصا في فلوريدا. ونشر ترامب تغريدة يشكر فيها الذين اتصلوا به “لتهنئته لأنه كان على حق في كلامه عن الإرهاب الإسلامي المتشدد” مضيفا “إلا أنني لا أريد التهاني بل أريد الحذر والحزم. لا بد لنا من أن نكون أذكياء”.
وكان ترامب أعلن بعد قيام رجل وزوجته بإطلاق النار في كاليفورنيا في ديسمبر الماضي أنه سيمنع كل المسلمين من دخول الأراضي الأمريكية في حال انتخابه رئيسا في الثامن من نوفمبر المقبل.
وأثارت تصريحاته حملة انتقادات واسعة حتى داخل الحزب الجمهوري. وإذا كان ترامب تلقى دعما على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه تلقى أيضا انتقادات قاسية باعتباره يستغل هذه المجزرة ليحقق مكاسب سياسية.