عادت أزمة الحليب مجددا لتفرض نفسها في هذه الشهر الكريم على مستوى العديد من بلديات بشار، ما خلف استياء وتذمرا وسط السكان، الذين أكدوا لـ»الشعب» بأنهم يجدون صعوبة كبيرة من أجل الظفر بكيس من الحليب، بسبب التذبذب الذي تعرفه عملية توزيع هذه المادة، وهو ما رفضه بعض الزبائن الذين قرر العديد منهم مقاطعة شراء أكياس الحليب إلى إشعار آخر.
دخل الكثير من سكان بلديات بشار في عملية بحث واسعة عن كيس من الحليب، خاصة بعد أن أغلق المجمع الصناعي للحليب ومشتقاته التابع لملبنة جنوب أقلي بوسط المدينة ببشار أبوابه في وجه الزبائن في منتصف النهار، وتعيش دائرة بني ونيف، القنادسة، كرزاز، الواته، بشير، القصابي، وغيرها هذه الأيام من الشهر الصيام على وقع ندرة أكياس الحليب وارتفاع أسعارها من 25 دج إلى 40 دج ويباع حتى في الولايات المجاورة مثل ولاية سعيد بـ 50 دج حسب تصريح عبد الدائم وبعض المواطنين.
وأصبح المواطن يشتكي من نقص في حليب الأكياس وارتفاع أسعاره، إن وجد، مما يرغمهم يوميا على الوقوف في طوابير لساعات طويلة، للظفر بهذه المادة الحيوية، في ظل قلة الكمية الموزعة عبر معظم بلديات الولاية.
وعمد بعض التجار إلى تسقيف البيع بكيسين من الحليب للفرد الواحد، هذا التصرف الذي لم يتقبله الكثير من الزبائن، رغم أن أغلبية المحلات المكلفة ببيع الحليب لم تتمكن من تلبية حاجيات المواطنين وذلك لكثرة الطلب وقلة العرض، ما جعل بعض العائلات تستنجد بحليب الأبقار رغم قلته والتهاب أسعاره لتفادي الطوابير الطويلة أمام محلات بيع التجزئة، فيما فضلت عائلات أخرى اقتناء غبرة الحليب وحتى وإن كانت باهظة الثمن.
وتساءل بعض المواطنين منهم كرومي. ع كيف يكون الحليب في الأيام العادية متوفر وفي رمضان يختفي ويباع بولاية سعيدة؟، مشيرين إلى أنهم يجدون أنفسهم يوميا أمام نفس السيناريو السابق، طابور طويل أمام محلات البيع، للحصول على كيس حليب، في مشهد ألفه الكثيرون بمختلف البلديات الولاية، ما ينذر بطول ندرة الحليب في شهر الصيام الأمر الذي يدخل العائلات الفقيرة وميسورة الحال، في أزمة حقيقية نظرا لغياب البديل وعدم انطلق بعض مصانع الحليب التي لا تزال لم تباشر العملية الإنتاج مثل مصنع الحليب « نيف الرحة « طريق بني ونيف وبعض المصانع الحليب التي توجد إلا على الورق، خاصة وان الكثير من العائلات لا يمكن لها أن تستغني عن هذه المادة أو تعويضها بأخرى
في ذات السياق، أكد بعض تجار التجزئة ببلدية بشار أن الموزعين يرفضون تزويدهم بالكميات التي يطلبونها، بحجة عدم توفر المادة في الوقت الحالي، حيث يفرضون عليهم كميات لا تكفي، نظرا للطلبات الكثيرة من قبل المواطنين، ما يشكل طوابير طويلة أمام محلاتهم، منذ السابعة صباحا، في حين كشف تجار آخرون إن المادة لم تصلهم أصلا، بسبب سوء التوزيع، معتبرين أنهم غير مسؤولين عن ندرة أو سوء توزيع مادة حليب الأكياس، باعتبار أن أغلبية التجار لا تصلهم المادة أصلا، أو تصل إليهم في وقت متأخر من الليل وقليلة لا تفي بالطلب الزبائن مما يتسبب في المناوشات بين الزبائن
وأصحاب المحلات التجارية وأرجع بعض الموزعين سبب نقص الحليب في بشار إلى وحدة التوزيع التي تم فتحها على مستوى ولاية تندوف والتي أصبحت تحصل على أكبر نسبة من الحليب مما تسبب في اضطراب في التوزيع على مستوى بشار.