تتضارب الآراء بين رفض وقبول مشاركة الرجل للمرأة و مساعدتها في الأعمال المنزلية، فالبعض يعتبرها انتقاص من رجولته كما يراها البعض الآخر شيء عادي ولابد منه عند الضرورة، خاصة في شهر رمضان لكثرة الأعباء وتعدد الطلبات، وهو ما استقته «الشعب» من خلال الاستطلاع الذي قامت به بشوارع قالمة.
المطبخ مساحة وجدت للمرأة
في بادئ الأمر، بدا دغماني رشيد مندهشا من سؤالنا.. هل تساعد زوجتك في المطبخ؟، فرد قائلا: «أكيد لا فهذا التزام يقع على عاتق المرأة، فبعد مغادرتي العمل أقوم بالتسوق وشراء بعض المستلزمات الضرورية وعند دخولي البيت اخلد الى النوم الى أذان المغرب وساعة الإفطار، لأتوجه بعدها لصلاة التراويح»، ويخالفه الرأي، السيد وليد سلامات حيث قال: «في نظري دخول الرجل للمطبخ ليس عيبا ولا حراما و أنا واحد من المشاركين فيه سواء في رمضان أو سائر الأيام الأخرى، أقوم بتحضير السلطة، الفلان، المحلبي، البوراك بالإضافة إلى تجهيز المائدة».
وفي ذات الشأن ترى بن الطيب منيرة أن مشاركة الرجل زوجته في المطبخ أوفي ترتيب البيت شيء ايجابي، ويرفع من معنويات المرأة، لأن الرجل يعتبر القدوة فهو يعلم أولاده معنى المساعدة ومساهمتهم في ترتيب أمورهم، كما اعتبرت أن مثل هذه التصرفات تسعد الأسرة ولا تجعل الملل يدخل للبيت، وفي السياق ذاته قالت بأن المساعدة لا تقف هنا، فنجد المرأة أيضا تساعد زوجها في أعمال تخصه، والتعاون لا يعني أن أحدهم فقد شخصيته أو هو إهانة لشخصه.
من جهتها، قالت السيدة نادية مختاري: «من المعروف أن المطبخ ملك للمرأة وحدها، وهذا لا يعني أنها لا تحتاج مساعدة زوجه، ولكنه هو أيضا يشتغل ويتعب ليلبي كل الطلبات، أما بالنسبة للمرأة العاملة فلها الحق أن يساعدها زوجها في أشغال المنزل بأكمله فهي مثله تتعب ويجب التخفيف عنها ببعض المساعدة».
وأضافت نادية عن نفسها بكل صراحة، بأن زوجها لا يدخل المطبخ إلا أحيانا عندما تكون مشغولة بشيء آخر أو لديها ضيوف فيساعدها في بعض الأمور أو إن كانت مريضة يساعدها في غسل الأواني، وقالت أنه في اغلب الأحيان يجيبها بكلمة «يزيك بلا تفنيين» أو اغسليهم وحدك».
رياض عزايزية له وجهة نظر لا تختلف عن الآراء السابقة، فهو مقتنع بفكرة أن المرأة هي الوحيدة التي تدير شؤون البيت، ويرفض فكرة عمل المرأة خارج البيت، لكنه يستدرك قائلا: «إذا كانت المرأة مريضة وغير قادرة فلا مانع أن يساعدها الرجل في بعض الأعمال المنزلية، فمن غير المعقول أن يتركها زوجها دون أن يمد يد المساعدة».
لنعتبر باحسن خلق الله
واعتبرت فايزة ميهوبي أن مساعدة الزوج لزوجته هو اقتداء بحبيبنا وسيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقالت: «كان الرسول عليه الصلاة والسلام يساعد أهله في المنزل، وهو أشرف الخلق وأعظمهم، فكيف بالرجل يتكبر وينظر لمساعدة زوجته بالعيب أو أنها تقلل من رجولته، ولم تقف عند هذا الكلام فقط، بل تطرقت لسلوكات الغرب التي اعتبرتهم مسلمين في سلوكاتهم دون إسلام، في حين مجتمعنا ترك وراءه الكثير بسبب قلة الوعي وثقافة إدارة شؤون الأسرة باعتبار من يساعد أهله إهانة».
في حين ،أوضحت إيمان عزايزية قائلة بأنها لا تذكر ولا مرة واحدة أن زوجها ساعدها في أعمالها المنزلية والمطبخ، وتحديدا بشهر رمضان، خاصة مع العزومات والسهرات، وهذا ما اعتبرته بالمرهق كونها تعمل خارج البيت، فعلى حدّ تعبيرها المرأة بشهر رمضان تصبح مثل الآلة التي لا تقف عن العمل.
في حين قالت سارة بورجيبة ان الرجل يظل رجلا لا يتدخل بالأعمال المنزلية، وليس من المعقول أن يشارك زوجته في واجباتها، وعن نفسها تتحدث بصراحة قائلة: «بصراحة أنا لا أحبذ مساعدة الرجل للمرأة في المطبخ إلا في حالة مرضها الشديد، فما بالك في رمضان، صحيح وجميل المساعدة في الدقائق الأخيرة قبل الأذان، أما ان يقوم الزوج بالطبخ والنفخ فأنا ضد ذاك، فحلاوة الطبخ والمطبخ في رمضان وجود المرأة في، كما أن المساعدة الحقيقية تكمن في مجاملتها على المائدة وشكرها، أي بمساعدة معنوية».
وفي مقابل ذلك، قالت الحاجة عتيقة أنها تشاجرت مع ابنها بسبب تدخله في أعمال زوجته المنزلية، فالعادات والتقاليد تجعل مساعدة الرجل لزوجته عيبا، حتى لو قام بترتيب أموره أو اهتم بأغراضه فالمرأة وجب عليها خدمة زوجها، وتضيف طبعا مع هذا الجيل صرنا نرى المرأة ممددة والزوج من تجده بالمطبخ.
المرأة بطلة الفايسبوك بلا منازع في رمضان
من جهة أخرى، ارتأت «الشعب» أن تستطلع الوضع وتسجل أراء الفيسبوكيين في موضوع مساعدة الرجل لزوجته، حيث كانت عدة مناشير وكاريكاتير عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعبر عن حالة المرأة بشهر رمضان والمجهود الكبير الذي تبذله لتوفير مختلف الحاجيات لأسرتها وبيتها، في حين صور الرجل على انه غير مهتم بما تقوم به، ومن ناحية أخرى تجد الفتاة تعاني بسبب الأعمال المنزلية وغسل الأواني الذي لا ينتهي، وفي منشور آخر الرجل ينادي زوجته لتعطيه صحن الزلابية، والصحن أمامه تعبيرا عن الكسل واعتماده على زوجته في كل كبيرة وصغيرة.
و من بين المؤيدين، لمساعدة الزوج زوجته بالمطبخ بشهر رمضان الناشطة الفيسبوكية سالي خليفة، التي اعتبرت مساعدة الرجل لزوجته ضرورية، خاصة إذا كانت المرأة عاملة أو مريضة لأنهما كل متكامل، وقالت «ربما يراه البعض عيبا لكن المرأة تراه حبا واهتماما بمساعدة الرجل لها».
من جانبه أبدى السيد نبيل عاشور رأيه قائلا: بأنه يقدّر دور المرأة في المطبخ واعتبر مشاركة الرجل زوجته شيء عادي، وليس لديه مانع إذا تمت الدعوة لذلك، وطبعا الدعوة لن تكون إلا إذا كانت الأعباء كبيرة، والأعباء لن يزيد في حجمها إلا رغبات الرجل في تنويع مائدته وبالتالي عليه تحمل جزء من المسؤولية.
وليس بعيدا عن الآراء السابقة، وافق سعداوي عمر رأي الأغلبية التي تدعو لمساعدة الرجال زوجاتهم إن تطلب الأمر ذلك، فيقول بأنه أمر عادي أن يساعد الرجل زوجته، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يقوم بأكثر من ذلك، وإذا كانت الزوجة متعبة ربما نتيجه مرض لا قدر الله،فهو يرى بأن مساعدته أصبحت واجبة.