طباعة هذه الصفحة

رغم تحذيرات الجهات المختصة من خطورتها على صحة الإنسان

التجار يتعمّدون عرض المشروبات والمواد الغذائية لأشعة الشمس الحارة

جلال بوطي

يتعمّد التجار هذه الأيام تعريض المواد الغذائية، خاصة المشروبات والمياه المعدنية، لأشعة الشمس الحارة. ورغم تحذيرات وزارة التجارة ومنظمة حماية المستهلك، التي دقت ناقوس الخطر قبل الشهر المبارك لتفادي ذلك، إلا أن التجار ضربوا التعليمات عرض الحائط، مراعين مصالحهم الربحية على حساب صحة المستهلك، الذي يدفع الثمن غاليا. لكن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الظاهرة تعرف تراجعا بفعل حملات التحسيس وطرق الردع التي تلجأ إليها المصالح المعنية.
تعرف ظاهرة تعريض المشروبات والمياه المعدنية لأشعة الشمس انتشارا رهيبا هذه الأيام عبر المحلات والأسواق المحلية، التي تعرف نشاطا مكثفا تزامنا مع شهر رمضان المبارك، حيث يكثر الطلب عليها، إلا أن شروط الحفظ والعرض باتت تهدد صحة وسلامة المواطنين رغم التحذيرات التي قدمتها الجهات المختصة.
في جولة قادتنا إلى بعض الأسواق والمحلات التجارية بالعاصمة، لم يبال بعض التجار بخطورة عرض المنتجات الغذائية أمام المحلات في عزّ الحرارة التي ارتفعت، نهاية الأسبوع الجاري. فالسعي وراء الربح زاد من جشع التجار، ما جعل الأمر يبدو طبيعيا بالنسبة إليهم.
تزامنت الظاهرة مع الحملة الوطنية التي أطلقتها المنظمة الوطنية لحماية المستهلك تحت شعار “لا تسقني سمّا” ولاقت تجاوبا معتبرا من طرف المستهلكين وهو ما أكده، أمس، لـ “الشعب” المكلف بالإعلام لدى المنظمة سمير لقصوري، الذي أوضح أن تعريض المشروبات لأشعة الشمس يشكل خطورة بالغة على صحة الإنسان
تمثل المواد الكيماوية المحتواة في المشروبات، على غرار “الديوكسين دو كاربون”، خطرا كبيرا في حال تحللها، حيث أوضح لقصوري أنها تسبب مرض السرطان وسرطان الثدي على المدى البعيد، محذرا من استهلاك المشروبات، سواء المعبأة داخل القارورات البلاستيكية أو الزجاجية، إلا أن هذه الأخيرة أقل خطرا من الأولى.
عرفت حملة “لا تسقني سمّا” تجاوبا من طرف المستهلكين على المستوى الوطني، حيث نظمت منظمة حماية المستهلك مسابقة لأفضل صور تفضح المؤسسات والتجار الذين يتعمّدون عرض المشروبات لأشعة الشمس ويتم إحصاء حوالي 35 إلى 45 صورة يوميا، وبمقابل ذلك تلجا المنظمة إلى إخطار الجهة أو التشهير بها.
بخصوص أسباب لجوء التجار لعرض المنتجات لأشعة الشمس، برر لقصوري ذلك إلى ثقافة الربح التي تطغى على التجار، مما يجعلهم يعتقدون أن إشهار المنتجات خارج المحل يجذب الزبائن، بالإضافة إلى أمر ثانٍ يتمثل في طبيعة المحلات التي لم تراع فيها المساحات الكافية لتخزين المشروبات ما يؤدي إلى عرضها خارجا.
وعن دور مصالح التجارة، قال المتحدث إن مديريات التجارة ثمّنت الحملة وتجاوبت مع المنظمة في تكثيف حملات تحسيس المستهلكين وتكثيف أعوان الرقابة، إلا أن عددهم غير كاف على مدار أيام الأسبوع، خاصة ساعات الدوام، مؤكدا أن مصالح التجارة تلجأ إلى طرق ردعية تساهم في التقليل من الظاهرة.