«المعاهد الفنية مطالبة بتحديث أساليب التدريس»
احتضن المعهد العالي لحرف فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان، سهرة أول أمس الخميس، حفلا على شرف الطلبة المتفوقين في المعاهد والمدارس الأربع التابعة لوزارة الثقافة، وذلك بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووالي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ، وعدد من الإطارات السامية ومدراء المعاهد وأساتذتها. وشهدت هذه الاحتفالية التأكيد على أهمية التكوين وتماشيه مع متطلبات المرحلة.
افتتح الحفل بكلمة ترحيبية لمديرة معهد فنون العرض فوزية عكاك، قبل أن يلقي مدير الإدارة والوسائل بوزارة الثقافة عبد العزيز بوزغاية كلمة أكد فيها على أولوية التكوين والتكوين المتواصل وتحسين المستوى، مضيفا بأن 9 في المائة من مجمل ميزانية الوزارة مخصصة للتكوين، و»هو جهد استثماري في الموارد البشرية»، تستفيد منه 4 مؤسسات وطنية عليا بشهادات جامعية، و23 معهدا جهويا وملحق له. كما تحدث عن اعتماد نظام «أل أم دي»، وأضاف بأنه طبقا لبرنامج الوزارة 2016 فقد تم تحضير برامج تكوينية قصيرة المدى في تقنيات مثل اللإضاءة وتركيب الصورة ما قد يشكل مداخيل للمعاهد، واختير معهد برج الكيفان نموذجا لهذه الدوارات التي تنطلق في سبتمبر المقبل.
أما مدير المدرسة العليا الفنون الجميلة مصطفى بوعمامة، فقد ألقى كلمة باسم مدراء معاهد التكوين، قال فيها إن هذه أول مرة تجتمع المعاهد في نفس المكان لمناسبة كهذه، ما يحمل رمزية وحدة القطاع والتكاتف بين مختلف المشارب الثقافية. وتناوب طلبة ممثلون لمعاهدهم لإلقاء كلمات كانت من بينها كلمة شواطي لمياء، خريجة أول دفعة بالمدرسة الوطنية لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها.
ثم جاءت كلمة الوزير ميهوبي، الذي اعتبر بأن «المبادرة كان لابد أن تكون لأن العائلة واحدة وهو بيت من أربع غرف أو مؤسسات في مجال معين»، وأضاف بأنه «لا يوجد مجتمع يسعى ليطور الذائقة خارج الإبداع والثقافة والفن»، مؤكدا أن المجتمعات القوية بنت حاضرها على الإبداع والفنون.
«رغبتنا أن نرى هذه المؤسسات مساهمة مباشرة في الحياة الثقافية للمجتمع، لا نريد أن نراها في الهامش»، يقول ميهوبي، الذي دعا المعاهد إلى أن «تمول سوق العمل بمبدعين في كل المجالات»، مؤكدا بأن «الأوضاع ستتحسن سنة بعد أخرى، ولا نريد أن تراوح الأوضاع مكانها»، خاصة وأن «الثقافة حسب الدستور لم تعد شيئا كماليا».
ومثلما للدول الأخرى رموزها الثقافية الوطنية، فإن «لنا معالمنا ورموزنا نمتلك الاسماء التي نعتز بها مثل أبوليوس، إيغربوشن، كاتب ياسين، مفدي زكريا، لخضر حمينة، علولة» وغيرهم، يقول الوزير الذي جدد أمله في أن يثق الجيل الجديد بنفسه «لأننا نثق بقدراته ومهاراته». كما رأى في تفاعل الأجيال الجديدة مع ثقافات العالم شيئا طبيعيا.
وأشار ميهوبي إلى رمزية يوم الفنان، التي هي تثمين ما يؤديه الفنانون في الواقع الجزائري، وأضاف بأننا محسودون على التنوع ولكن يجب أن نجعله يتفاعل. وأشاد بدعم رئيس الجمهورية المستمر للثقافة، وكمثال فإن هذه السنة شهدت ثلاث منشآت كبرى، واحدة بقسنطينة وأخرى مستغانم وبعد أقل من شهر تدشين أوبرا الجزائر.
وخلص ميهوبي إلى أن المدارس الأربعة مطالبة بأن تعيد النظر في أساليب التدريس وتواكب التحولات الفنية التي يشهدها العالم، «يجب أن نزج بطلبة هذه المعاهد في بعض المشاريع الفنية»، يقول الوزير.
وشهد برنامج الحفل عروضا فنية، على غرار تمارين مسرحية صامتة أداها طلبة المعهد، ووصلات من الغناء الأوبرالي.
يذكر أن المعاهد الأربعة التي شملتها هذه الاحتفالية هي المعهد العالي لحرف فنون العرض والسمعي البصري، المدرسة العليا للفنون الجميلة، المعهد الوطني العالي للموسيقى، والمدرسة الوطنية لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها التي استحدثت مؤخرا.