ماليزيا تراهن على مشاركة الجزائر في الطبعة المقبلة بجاكرتا
دعت ماليزيا، الجزائر للمشاركة في أشغال الدورة 12 للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، الذي ستحتضنه عاصمة أندونيسيا جاكرتا، مطلع أوت المقبل. وأكدت اهتمامها بعرض التجربة الاقتصادية الجزائرية أمام البلدان المشاركة وتبادل التجارب والخبرات، خاصة في ميدان المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
سلم الأمين العام للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، تان سري أحمد فوزي عبد الرزاق، رسالة من الوزير الأول الماليزي لوزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، تتضمن الدعوة لحضور فعاليات الطبعة الجديدة للمنتدى التي ستستضيفها أندونيسيا من 02 إلى 04 أوت 2016.
وتأسست مؤسسة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، بماليزيا سنة 2005، وتعقد ندواتها الدولية سنويا. وتهدف لتعزيز الرفاه الاقتصادي للمجتمعات الإسلامية، بخلق تكتلات استثمارية وتجارية ناجحة في جميع أنحاء العالم.
وقال تان سري أحمد فوزي عبد الرزاق، في حديث لـ «الشعب»، فور وصوله الجزائر، إنه جاء كمبعوث للوزير الأول الماليزي، ليسلم رسالة بيده إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من أجل حضور فعاليات الطبعة 12 للمنتدى التي ستحتضنها جاكرتا.
وأفاد بأن لقاءه بوزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، يشكل فرصة مناسبة لطرح أهداف المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، وأهم المحاور والأشغال التي ستتخلله، مشيرا إلى أن «ممثل الجزائر وفي حال تشريفها للدعوة، سيقوم بإلقاء كلمة يعرض خلالها الموقع الاقتصادي للبلاد والتجربة التي تعمل عليها من أجل التطور والتنمية».
وكشف أحمد فوزي، أن موضوع طبعة هذه السنة يدور حول «لامركزية النمو لتمكين المشاريع التجارية الناشئة»، وتستهدف بحث آليات تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، باعتبارها المحرك الأساس لأي اقتصاد متنوع خارج المحروقات وسيطرة المؤسسات الكبرى متعددة الجنسيات.
الأمين العام للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، أظهر إطلاعا على الوضعية الاقتصادية الحالية للجزائر، وسعي الحكومة لتطوير نشاطات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقال: «إننا نعول على رجال الأعمال الجزائريين والشركات الناشئة، للمشاركة في أشغال المنتدى وعرض تجاربها، وكذا الاستفادة والاستلهام من خبرات الآخرين».
وأوضح المتحدث، أن المحاور الأساسية لدورة جاكرتا، ستركز على التمويل الإسلامي (الصيرفة الإسلامية)، مشيرا إلى أن هذا النمط من التعاملات البنكية، أضحى محل اهتمام كثير من البلدان، حتى تلك الواقعة خارج خارطة العالم الإسلامي، على غرار الصين، فرنسا ونمور آسيا.
وأشار تان سري أحمد فوزي عبد الرزاق، هذا النوع من الخدمات البنكية أثبت نجاعة كبيرة، وسيكون مهمّا للبلدان الإسلامية بحث سبل تعزيزه والاعتماد عليه لتنمية اقتصاداتها.
وأضاف، بأن تطوير المنتجات الغذائية الحلال، باعتباره سوقا كبيرة وضخمة، سيكون ضمن ورشات الطبعة، إلى جانب صناعة الألبسة المحتشمة وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
الجزائر تملك قدرات النمو والتطور
قال الأمين العام للمنتدى الاقتصادي الإسلامي، تان سري أحمد فوزي عبد الرزاق، إن الجزائر تملك مقومات العمل والتطور بشكل أكبر، مشيرا إلى أنها بلد نشط على مستوى منظمة التعاون الإسلامي ومنتج كبير للغاز والبترول وتتطلع إلى خلق نسيج قوي من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وعبّر عن انبهاره بالتغيير الإيجابي اللافت الذي عرفته العاصمة الجزائرية، قائلا: «زرت الجزائر سنة 2003، كأمين عام لوزارة الخارجية الماليزية، وكدت لم أتعرّف عليها بعد هذه المدة، حيث تقومون ببناء ثالث أكبر مسجد في العالم، وتم الفراغ من ورشات كبيرة تبين الجهد المبذول والتطور المحقق».
وبصفته أمينا عاما لأحد أكبر المنتديات الاقتصادية العالمية، أكد أحمد فوزي عبد الرزاق، أن المؤسسة، مهما كانت صغيرة أو كبيرة، هي مستقبل الاقتصاد، لافتا إلى أنها الحل الجذري للخروج من التبعية للمحروقات والتصدي للأزمات الاقتصادية.
وقال: «حتى لو ارتفعت أسعار النفط، فلن تحل المشكلة، يجب التوجه كليا نحو تنويع الاقتصاد»، مشيرا إلى أن بلاده ماليزيا، تأثرت بالأزمة الاقتصادية الحالية، وعمدت منذ 2014 إلى تلقيص ميزانية البرامج الخماسية ورفع الضريبة الجبائية على عديد المنتجات.
وتحدث تان سري أحمد فوزي، عن وجود تشابه بين الجزائر وماليزيا، من ناحية الاستقرار السياسي والمناخ الملائم للاستثمارات الداخلية والأجنبية، موضحا أن «دور الحكومات اليوم يقوم على إعطاء التسهيلات والامتيازات لرجال الأعمال وحملة المشاريع الخاصة وما على هؤلاء إلا استغلال ذلك للنهوض بأنشطتهم والمساهمة في التنمية».
وأكد في ذات الوقت، أهمية استقرار المنظومة التشريعية بالنسبة للمستثمرين الأجانب، وعدم تغييرها في منتصف الطريق، مضيفا أنه من الضروري رسم سياسات خاصة للاستثمار الأجنبي حتى يكون ذا مردودية عالية.
وكشف عن تطلعهم، من خلال سفارة ماليزيا بالجزائر، للتعرف على المؤسسات الجزائرية وربط علاقات معها، موضحا «أننا نستهدف حتى تلك المؤسسات الصغيرة وغير المعروفة، كي تشارك في المنتدى وتستلهم من تجارب الآخرين وتبحث فرص إقامة شراكات وتعود لتطبيقها في الجزائر».