اختتمت، أمس، تمارين فرقة الدعم للتدخل الأولي بقالمة، حيث تلقى أفراد الحماية المدنية دروسا نظرية وتطبيقية على مدار أربعة أيام، بمشاركة فرقة مكونة من 83 عنصرا، ضباط أطباء، ضباط مؤطرين، صف ضباط وأعوان، مجهزين بكل العدة والعتاد اللازمين من إيواء، إطعام، النقل والعتاد النوعي وتجهيزات التدخل في مختلف الحوادث، خاصة الكوارث الكبرى.
أكد العقيد مصطفى شعبان مدير الحماية المدنية لـ «الشعب»، أن هذه التمارين التطبيقية تأتي في ظل الهزات الأرضية التي تشهدها بعض الولايات من الوطن، وتهدف إلى اختبار قدرات هذه الفرق في الاستجابة لأيّ طارئ أو كارثة تستدعي التدخل السريع وفي أي مكان عبر القطر الوطني، بالإضافة إلى التحسين من قدرة عناصر الحماية المدنية وتدريب الدفعات المتخرجة حديثا في العمل الميداني في مجال الإنقاذ، الإطفاء والإسعاف في جميع الظروف المناخية للوصول إلى درجة عالية من الاحترافية والجاهزية للحفاظ على أرواح وممتلكات المواطن.
وقد أعطيت إشارة الانطلاق من مركز التنسيق العملي على مستوى الوطن بالمديرية العامة للحماية المدنية، باتجاه منطقة عين الصفراء بأعالي جبل ماونة، بلدية بن جراح، لتلقي دروس تطبيقية في تأمين الأماكن، البحث عن الضحايا، تقنيات الإنقاذ وإخراج الضحايا من جميع الأماكن باستخدام جميع التقنيات المستخدمة على المستوى العالمي وكيفية تقديم الإسعافات الضرورية ونقلهم للمؤسسات الاستشفائية لتلقي العلاج.
وبحسبه، فإن برنامج المديرية العامة للحماية المدنية يحرص على تنويع الأماكن الجغرافية من شبه صحراء، مناطق ساحلية إلى مرتفعات جبلية، كما هو الحال في منطقة عين الصفراء بجبل ماونة على ارتفاع حوالي 1400م، وذلك لتحسين قدرة عناصر الحماية المدنية في العمل الميداني في مجال الإسعاف، الإنقاذ والإطفاء للوصول إلى أقصى درجات التحمل لهذه الفرق والتركيز على الاحترافية والجاهزية للحفاظ على الأرواح وحماية الممتلكات.
وتجسدت فعليات التمارين التطبيقية لفرق الدعم للتدخل الأولي في المناورات، حيث تم تنفيذ المناورة الافتراضية، تتمثل في تصور لزلزال بقوة 5.8 درجات على سلم رشتر، ترتب عنه تهدّم عدة مباني سكنية وبيت الشباب ووقوع انفجار، أما الخسائر البشرية، حالة وفاة واحدة (01)، 13 إصاباتهم خطيرة، 03 جرحى، بمجموع 17 ضحية، بالإضافة إلى تمارين متنوعة. حيث تقوم فرق الحماية المدنية بإخراج الضحايا باستعمال الوسائل النوعية الخاصة بالإنقاذ وتطبيق عدة طرق تقنية في إخراجهم حتى وإن كانوا في أماكن مرتفعة، بالإضافة إلى بالبحث عن الضحايا باستعمال جميع الوسائل المتاحة وعند إيجادهم تقوم فرق الإنقاذ بإخراجهم، بعدها تتولى فرق الإسعاف إسعافهم وتحويلهم إلى المركز الطبي المتقدم الذي أقيم في عين المكان تحت إشراف أطباء الحماية المدنية الذين يقدمون الإسعافات اللازمة وتحويل الضحايا إلى مختلف المرافق الصحية لتلقي العلاج، حيث سخر للعملية 45 عنصرا من جميع الرتب، 05 مركبات تدخل من جميع الأصناف.
ويعتبر هذا التمرين الثاني بالنسبة لولاية قالمة منذ بداية هذه السنة، حيث شاركت في 07 جانفي 2016 بالتجمع الجهوي الذي نظم في ولاية باتنة. أما السنة الماضية نظّمت ولاية قالمة تجمعا ضم 04 ولايات في نفس المنطقة المذكورة لمدة 04 أيام ابتداء من 06 أفريل 2015، بالإضافة إلى المشاركة في التجمع الوطني لفرق الدعم للتدخل الأولي الذي تم برمجته في كل من ولايتي المدية (بوقزول) والجلفة (عين وسارة) لمدة 05 أيام إبتداء من 21 ماي 2015.
وأوضح ذات المتحدث، أن التمرين التطبيقي نجح على جميع الأصعدة، سواء من حيث وقت الاستجابة للنداء للوصول إلى مكان الكارثة والتنسيق الجيد بين جميع الفاعلين، هدف إلى اختبار قدرات هذه الفرقة في الاستجابة لأي طارئ أو كارثة تستدعي التدخل السريع وفي أي مكان عبر القطر الوطني وفي كل الظروف المناخية.