الثورة الرقمية لها انعكاسات سلبية على المجتمع
تطرق أندري فيتاليس، أستاذ بجامعة بوردو مونتانيي، إلى خطورة شبكة الأنترنت والعولمة على الحياة الشخصية للأفراد. مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية أضحت تهيمن على المعلومة التي خزنتها عبر تكنولوجيتها الرقمية، ما جعل القوى الخاصة تهدد القوى العمومية. محذرا من التعاطي مع شبكة التواصل الاجتماعي بإدراج جميع البيانات الشخصية، مما لها من خطورة على الحياة الشخصية للأفراد، كون كل ما يبث عبر هذه التكنولوجية مراقب. وبحسبه، فإن موقعي غوغل وفايسبوك أصبحا أكبر بنكين للمعلومات.
استهلّ فيتاليس محاضرته، خلال دورة تكوينية لفائدة مهني الصحافة، أمس، بالمكتبة الوطنية، بعنوان «الثورة الرقمية محل تساؤل: ما أملته 50 عاما من الحوسبة الاجتماعية»، بالحديث عن انعكاسات التكنولوجيا الرقمية المباشرة على مهنة الصحافة والصحافي، قائلا إنه كل 18 شهرا عدد المعطيات يتضاعف، حيث أن هناك 6 ملايير هاتف نقال في العالم وأكثر من 10 ملايين جزائري يستعملون الأنترنت، وأنه بعد 50 سنة من حوسبة المجتمع أتت الثورة الرقمية حيث أن هناك نظرتين للثورة الرقمية واحدة تفاؤلية والأخرى نقدية.
وبحسب المحاضر، فإن الثورة الرقمية هي ثورة صناعية في الوقت الراهن ولها مزايا عديدة، لكن لها مساوئ، كونها عاملا للبطالة عوض مستحدث لمناصب الشغل وتفقدنا السيطرة، وزيادة في الرقابة الاجتماعية، وهيمنة الاحتكار الأمريكي، حيث أضحت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر خزان وبنك للمعلومات. موضحا أن الاستخدام المتزايد للتقنيات الرقمية وشبكة الأنترنت ولد ثورة خاصة في عالم الصحافة والإعلام، خاصة وأن المعلومة تقدم مجانا ولكن بالمقابل تسجل البيانات الشخصية للأفراد.
في هذا الصدد، أبرز فيتاليس أربع إشكاليات كبرى وهي، زيادة الرقابة الاجتماعية بسبب تراكم المعطيات حول الأفراد والدول الديمقراطية، الذين أرادوا الحد من التصويت عام 1970 على قوانين الحفاظ على الحياة الخاصة، كاشفا عن أنه في ماي 2017 سيكون ملتقى حول حماية الحياة الخاصة. مضيفا، أن إشكالية الأمن العام بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تتخذ قوانين لمحاربة الإرهاب ووضعت أجهزة رقابة وتنصّت دون مشاورة الدول، تليها إشكالية الاتصالات والتسليع، هذه الأخيرة تأكدت في بداية سنوات 2000 مع ترميز الأنترنت من طرف المهيمنين الخواص الذين يحوّلون البيانات الشخصية لمصادر اقتصادية ذات أهمية أولى، أضاف.
وفي تدخل للرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب» السيدة أمينة دباش، أشارت إلى الجانب الأمني المهيمن عليه من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، متسائلة عن سبب تغييب فيتاليس، في محاضرته، حلقة مهمة وهي الإرهاب قائلة، إنه بالرغم من امتلاك هذه الدولة العظمى لوسائل تكنولوجية جد متطورة، ونصب أجهزة رقابة للتنصت على العالم، التي ضاعفت منها بعد أحداث سبتمبر 2001، لم تستطع متابعة تحركات شبكات الإرهاب وبقيت عاجزة أمام الحد من خطرها، كونهم يملكون بدورهم مواقع خاصة بهم.
وقد وافقها المحاضر في هذه المسألة، التي اعتبرها صعبة وتتطلب تحليلا من طرف المختصين، باعتبار ظاهرة الإرهاب، الذي تطور إلى داعش موضوع الساعة.
وفي تدخل آخر لممثل وزارة السياحة، أكد أن شبكة الأنترنت أضحت الوسيلة الأولى في تجنيد عناصر في داعش، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على المجتمع.