طباعة هذه الصفحة

بحضور شخصيات رسمية من دول صديقة وداعمة للقضية الصحراوية

الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز يوارى الثرى بالأراضي المحررة

مخيمات اللاجئين الصحراويين، مبعوث «الشعب»: جلال بوطي

الجماهير الشعبية تبكي الرمز «يا شهيد ارتاح ارتاح... سنواصل الكفاح»

اختار الشعب الصحراوي توديع زعيمه التاريخي محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، بمراسم وداع خاصة ببلدة بئر الحلو بالأراضي المحررة، في أجواء حزينة ومهيبة، اختارت فيها الجماهير الشعبية أن ترافق قائدها إلى مثواه الأخير في حشود شعبية، حضرها الصغير والكبير، نساء ورجال موشحين بالأعلام الوطنية ومرددين «يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح».
ووري الثرى، أمس، الرئيس الصحراوي المناضل محمد عبد العزيز إلى مثواه الأخير ببلدة بئر الحلو بالأراضي المحررة.
الرمز التاريخي الذي أبكى شعبه في يوم كان ينتظر أن يكون فيه النصر قبل الرحيل، في أجواء حزينة ومهيبة، تحت وقع هتافات الجماهير الشعبية التي توافدت من كل مناطق المخيمات ورافقت الموكب الجنائزي إلى منطقة بئر الحلو بالأراضي المحررة في ساعة متأخرة من الليل، مرددة «يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح».
اختلفت مراسم تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير عن مراسم الدفن العادية، فكانت الجنازة شعبية أكبر منها رسمية في يوم تاريخي لن ينساه الشعب الصحراوي، وميزها حضور الحشود الشعبية من المناطق المحتلة والأراضي المحررة ومناصري قضايا التحرر من مختلف دول العالم، في مقدمتها إسبانيا، وجنوب إفريقيا وزمبابوي وكوبا وفنزويلا وغيرها...
مثّل الجمهورية الموريتانية وفد رفيع المستوى، ضم وزير الشؤون الإسلامية أحمد ولد أهل داوود ووالي ولاية تيرس وبعض المسئولين الأمنيين، إلى جانب ممثلي بعض البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالجزائر، في حين تغيب الحضور الرسمي لمملكة إسبانيا رغم مساندة الأحزاب السياسية للقضية.
أجواء حزينة ومهيبة رافقت تشييع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير بمنطقة بئر الحلو بالأراضي المحررة، وفق ما قررته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، فمن لحظة وصول جثمان الراحل إلى مطار تندوف، الجمعة، والجماهير ترافق نعشه في حله وترحاله، رافعين الأعلام الوطنية، مرددين شعارات النصر ومواصلة الكفاح، «لا بديل لا بديل عن تقرير المصير»، «يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح».
وقدر حضر مراسم إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد، أمس الأول، بمقر رئاسة الجمهورية الصحراوية، كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية، في رسالة أكدوا من خلالها تمسك الجزائر بوحدة الشعب الصحراوي وبحقه في تقرير المصير.
 صرحوا لــ «الشعب»:
سفير دولة جنوب أفريقيا بالجزائر، «ثاكوزاني دلومو»:
«أعبّر باسم دولة جنوب أفريقيا حكومة وشعبا على حزننا العميق»، «إنه لمن الأسى الكبير أن يودع الشعب الصحراوي قائده دون تحقيق الاستقلال عبر استفتاء تقرير المصير وهو ما كنا نتطلع إليه».
«أرفع باسم الرئيس جاكوب زوما، الذي أمثله في مراسم الدفن، عبارات المواساة للشعب الصحراوي وأؤكد تضامننا معهم الأبدي إلى آخر محطة، بل أقول لك إن شعب جنوب أفريقيا لن يقبل أن تبقى دولة مستعمَرة في القارة الأفريقية».
«دعني أؤكد للشعب الصحراوي، أنه فقد زعيما تاريخيا قدم حياته للوطن، أقول هذا وأنا واثق من أن شعبه سيبقى على نهجه ومبادئه التي خطها طيلة أربعين عاما من النضال».
سفير جمهورية زمبابوي بالجزائر، «جورجي إديوين ماندازا»:
«فعلا إنه يوم تاريخي يرحل فيه الزعيم الروحي لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز وترك
لنا رسالة لكل الشعوب الأفريقية، أننا لن نستسلم أبدا أمام الظلم والاستبداد والدكتاتورية الحمقاء».
«أنا هنا لأتضامن مع الشعب الصحراوي في وقفة عرفان لأخينا الرمز عبد العزيز. حضورنا يؤكد إيماننا بعدالة القضية الصحراوية وهو ما تجمع عليه أغلب القارة الإفريقية، فالشعوب الإفريقية كلها عانت من الظلم والقهر وكذلك شعب الجمهورية العربية الصحراوية. جبهة «البوليزاريو» ستبقى قوية ونحن إلى جنبها ضد الاحتلال والكولونيالية التي أنهكت الدول الإفريقية في الماضي. نحن هنا اليوم وغدا لندعم أشقاءنا في هذا الوقت بالذات. شكرا للحكومة الجزائرية على هذا الدعم القوي، فعلا إنه وفاء للثوار».
رئيس التنسيقية الإسبانية للتضامن مع الشعب الصحراوي، خوسي تابوادا:
«إنه يوم تاريخي فعلا في مسار القضية الصحراوية، لم نتوقع رحيل الزعيم محمد عبد العزيز في هذا الظرف بالذات ونحن ننتظر أن تعرف القضية نصرا».
«جئت رفقة عدة جمعيات من المجتمع المدني الإسباني لمواساة الشعب الصحراوي الشقيق في فقدان المناضل الكبير محمد عبد العزيز، نحن واقفون معهم ونمد لهم يد المساعدة لمواصلة النضال السلمي لتحقيق الحرية والاستقلال الذي كان ينادي بها الرئيس الراحل.
الشعب الإسباني حزين جدا بهذه المناسبة الأليمة وأنا أنقل مشاعره إلى الشعب الصحراوي الشقيق وأقول لهم، لستم وحدكم، نحن معكم وسنبقى إلى جانبكم متضامنين حتى تحققوا النصر.
أؤكد أن الطبقة السياسية من أحزاب متضامنة مع الشعب الصحراوي، وقد كلفوني بتقديم واجب العزاء باسمهم وهم يؤكدون مواصلة دعمهم المطلق».
بلقاسم ساحلي، أمين عام حزب التحالف الوطني الجمهوري:
«نقول للشعب الصحراوي نحن واقفون معكم، داعمين لكم اليوم وغدا، الجزائر واقفة شعبا وحكومة معكم إلى تحقيق النصر والاستقلال. حضورنا لمراسم تشييع الجثمان هو رسالة قوية من طرف حزبنا.
أعتقد أن كل الأحزاب الجزائرية تقاسمنا نفس التوجه في دعم القضية الصحراوية. صحيح أن فقدان الرئيس محمد عبد العزيز ليس أمرا هينا، لكن أعتقد أن هناك العشرات من أمثاله في صفوف الشعب الصحراوي، أقول لهم لا تقلقوا، فالنصر قريب والظلم لن يطول، فالقضية عادلة وننتظر حلا عاجلا من طرف الأمم المتحدة وفق الشرعية الدولية».