صاحب مشروع نزل الغزال الذهبي يفتك المرتبة الأولى
عادت الجائزة الأولى لرئيس الجمهورية للهندسة المعمارية والتعمير لسنة 2015، لمحمد الصيد، صاحب مشروع مركب نزل الغزال الذهبي بوادي سوف، بحضور وزيري السكن عبد المجيد تبون والثقافة عزالدين ميهوبي ووالي العاصمة عبد القادر زوخ ووالي وادي سوف، حيث دعا الفائز لإعطاء قيمة للهندسة المعمارية. وبحسبه، فإن طريقة البناء هي مستقبلنا وتعبير عن حضارتنا والبعد التاريخي للجزائر، مشيرا إلى أن فكرة المشروع هي لصاحبه الذي اقترح مزج العصرنة مع الأصالة وليس التقليد، حيث استغرق التصميم ثلاث سنوات وخمس سنوات بناء، كاشفا عن تدشين المركب رسميا في سبتمبر 2016.
تحصل على الجائزة الثانية المهندس عبد الكريم لوني، الذي أشرف على ترميم بنايات الرواق «لازاري» المحاذي لأميرالية الجزائر بالعاصمة والذي شيد بين 1830 و1832 وفق نمط نيو-إغريقي، يعكس التيارات السائدة في أوروبا بداية الحقبة الاستعمارية، في حين نال الجائزة الثالثة المهندس محسن حمزاوي عن تصميمه للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، الذي يتميز بتعقد أبعاده الجمالية والتقنية.
ومنح صاحب الجائزة الأولى (جائزة رئيس الجمهورية) ميدالية ذهبية ومبلغا ماليا قدره مليون دج، بينما حظي صاحب الجائزة الثانية بميدالية فضية ومبلغ قدره 600 ألف دج، فيما تحصل صاحب الجائزة الثالثة (جائزة وزير السكن والعمران والمدينة) على 400 ألف دج وميدالية برونزية.
وتحصل نعيم إبراهيم بلجنة التحكيم، على جائزة خاصة عن مشروع مركب سياحي «إجدور تور» بورقلة، ورشيد حميدوش عن المركز الثقافي بتيزي وزو، كما سلمت شهادات تشجيعية لـ11 مهندسا معماريا.
في هذا الإطار، ذكر وزير السكن بالمرسوم التنفيذي الخاص بالمهندسين المعماريين قائلا، إن هذا النص التشريعي جاء لتشجيع هذه الفئة على الارتقاء والتعريف بهوية المهندس المعماري، الذي يعد أداة ضرورية حضارية واقتصادية، ولابد من ترك بصمتها وإبداعها في الإنجاز كي تستفيد منها الأجيال وتخلد اسم المهندسين الجزائريين الذين أنجزوا بنايات جميلة، مثلما تقوم به كل الدول الأخرى، التي تحترم المهندس المعماري. مضيفا، أن الوزارة الوصية اتفقت مع الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، على أساس بقاء المبادرة لهذه الفئة، كون المرسوم يفرض على كل العمارات التي أنجزت من طرف المعماريين الجزائريين تقبل لوحة الشخص المنجز.
ودعا تبون الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، أن تكون العين الساهرة على طلبة الهندسة المعمارية على مستوى المدارس والمعاهد، معتبرا تسليم الجائزة الأولى لأحسن إبداع عمراني، دليلا على أهمية هذا الأخير في إعادة استرجاع الهوية ومكانة الجزائر في المحيط المتوسطي والعالمي، منوها بمشاركة كل الفنانين في معرض ميلانو للتعريف بالمعمار الجزائري، بما في ذلك المهندس المعماري الذي درس مشروع وادي سوف المتمثل في «نزل الغزال الذهبي» الذي يعتبر إضافة ثقافية وعمرانية واقتصادية للجزائر، بالأخص في وادي سوف، المعروفة بثقافتها العريقة، الذي مزج فيه بين عصرنة الجنوب والأصالة وتاريخ الجزائر. علاوة على إبداع مسرح مستغانم الذي يعد أول مسرح ينجز في الجزائر بعد الاستقلال، أضاف يقول. مشيرا إلى أن كسب معركة الجودة يتطلب من الجزائر الانخراط في دينامكية ينشطها كل الفاعلين في مواد البناء، والسهر على الهوية المحلية المتنوعة.
من جهته، أبرز رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، الأهمية التي يوليها قطاع السكن لهذه الفئة من أجل استمرارية الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير، التي أضحت من السنـن الحميدة وحث الفاعلين على بذل مجهود أكبر من أجل حماية كل ما هو موروث حضاري، مشيرا إلى الوضعية التي آل إليها الطابع المعماري، طالبا من الإطارات العمل المشترك والفعال لإيجاد حلول عاجلة للنهوض بهذا القطاع.