كشفت الندوة الوطنية للجامعات، أمس، عن جملة التحضيرات والإجراءات المتخذة، استعدادا للدخول الجامعي القادم على كل الأصعدة البيداغوجية، التنظيمية والهيكلية والتي أشرفت على نهايتها، خاصة وأن القطاع سيشرع في عمليات التسجيل الأولي لحاملي البكالوريا الجدد - بعد الفصل في إعادة امتحان هذه الشهادة من عدمه - نتيجة التسريبات التي طالت موضوعاتها، وتوجيههم نحو مختلف الفروع والتخصصات التي تضمنها مؤسسات التعليم والتكوين العاليين.
سعاد بوعبوش
في هذا الإطار، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، في كلمة له لدى إشرافه على افتتاح أشغال الندوة الوطنية للجامعات بمقر الوزارة، إن نظام التوجيه لهذه السنة عرف تطويرا وإصلاحا، من خلال التقليص في عدد الرغبات في البطاقات الإلكترونية المخصصة لهذا الغرض من 10 إلى 06 رغبات، بهدف تعزيز تركيز الطالب على الفروع والتخصصات التي يرغب فيها.
بالموازاة مع ذلك، سيتم التخلي عن النسخة الورقية للمنشور الوزاري الضابط لعملية التسجيل الأولي والتوجيه وكذا دليل الطالب والاقتصار على النسخة الإلكترونية التي تمّ الحرص على تطويرها حتى يسهل تصفّحها واستيعاب مضامينها وتحميلها من مواقع الواب المخصصة عبر كل الوسائط الإلكترونية.
بخصوص إدارة عملية التسجيل النهائي للناجحين على مستوى المؤسسات الجامعية، فقد تم إعداد برمجية لإدارتها وفق تنظيم شبكي لضمان إتاحة المعلومة في الوقت المناسب، حيث من المتوقع أن تتم التسجيلات النهائية باستعمال نظام «بروغرس» الذي تم تطويره بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
100 ألف مقعد بيداغوجي و55 ألف سرير جديد
على الصعيد الهيكلي، أوضح الوزير أن القطاع حرص على تعزيز قدرات الاستقبال البيداغوجية والخدماتية، حيث ينتظر استلام حوالي مائة ألف مقعد بيداغوجي جديد، ما سيسمح برفع القدرات الوطنية إلى ما يقارب مليون و400 ألف مقعد بيداغوجي، إلى جانب استلام ما يزيد عن 55 ألف سرير جديد، أي ارتفاع قدرات الخدمات الجامعية إلى 700 ألف سرير.
فيما تعلق بالشبكة الجامعية، فقد تم ترقية 10 مدارس تحضيرية إلى مدارس عليا وترقية ملحقات بريكة، مغنية وآفلو إلى مراكز اجتماعية، ناهيك عن تعزيز شبكة معاهد العلوم والتكنولوجيات التطبيقية بفتح 04 نقاط تكوين جديدة في جامعات وهران1، البليدة1، قسنطينة1 وتلمسان، يقدم لطلبتها تكوين في الطور الأول يتوج بليسانس مهنية ذات تشغيلية عالية.
ولتعزيز قدرات التأطير البيداغوجي والعلمي، تم رسم الميزانية المالية لسنة 2016 بما يزيد عن 5400 منصب مالي جديد لتوظيف أساتذة باحثين، كما سيتم فتح ميدان تكوين جديد في الهندسة المعمارية والتعمير ومهن المدينة، وتعزيز مسالك التكوين في الماستر ذي مسار الليسانس المندمج، لاسيما في التخصصات الهندسية والتكنولوجية.
في نفس السياق، سيتم بعث 06 مسالك تكوين عن بعد في الماستر في علوم الطبيعة والحياة والعلوم التكنولوجية بجامعة هواري بومدين، والعلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير الجزائر3 والحقوق بجامعة قسنطينة واللغة العربية وآدابها بجامعتي وهران1 والبليدة1.
فيما يخص الدكتوراه، أشار حجار إلى صدور القرار الوزاري الجديد المنظم لهذا الطور، حيث تم تكريس السنة التحضيرية بهدف تعميم المعارف الأساسية في التخصص، وتفعيل صيغة الوصاية المشتركة من طرف جامعتين وحصول الطالب على شهادتين منها.
أما مسألة معادلة الشهادات الأجنبية بنظيراتها الجزائرية، فقد تم إعداد مشروع مرسوم تنفيذي جديد سيعرض على الحكومة قريبا، لاعتماده والمصادقة عليه، حيث يتضمن آليات المعالجة وتخفيف الوثائق المطلوبة.
وفيما يخص إصلاح مضامين التعليم في العلوم الطبية بتخصصاتها، فقد تم إعادة تنصيب اللجان البيداغوجية الوطنية للعلوم الطبية وأفواج العمل القطاعية المشتركة، ما سمح بتحيين البرامج التعليمية والمساقات الدراسية في تخصصات الطب والصيدلة وطب الأسنان.
أما عن مشروع القانون الأساسي النموذجي الجديد للجامعة، فقد بلغ مراحل متقدمة وينتظر اعتماده من الهيئات المخولة قبل عرضه على الحكومة خلال الاجتماع المقبل.
بخصوص تنظيم حقل التكوين العالي الخاص، أوضح المسؤول الأول عن القطاع، أنه تم مراجعة دفتر الشروط المتعلق بإنشاء مؤسسات التكوين العالي الخاصة وتنصيب لجنة وزارية لفحص ودراسة الملفات المتعلقة بطلبات الترخيص لإنشائها.
من جهة أخرى، أعلن الوزير حرص قطاعه على الاستجابة لاحتياجات قطاع التربية الوطنية في مجال التأطير، حيث تم الاتفاق في إطار اللجنة القطاعية المشتركة على انتقاء طلبة متفوقين ممن أنهوا سنتين من التكوين العالي في الجامعة ومنحهم تكوينا بيداغوجيا وتعليما متخصصا لمدة سنة لمزاولة مهنة التعليم في الطور الابتدائي، وسيتم بجامعات نموذجية كمرحلة أولى.